. . . غير أننا - في الواقع - لن نرى ما يسوغ عقد هذه المقارنة. . . إذا ما تنبهنا إلى أنه قد ثبت بالبحث العلمي أخيراً أن كلاً من الرأيين ينطوي على جانب من الصواب، ويساهم - بنصيب - في تجلية حقيقة الأحلام وتفسير حقيقة الوحي والإلهام، ذلك أن هناك اتجاهاً يميل إلى الحد من تعميم تطبيق نظرية العقل الباطن على جميع الحالات الفردية على زعم أنه قد ثبت أخيراً بالتجربة والمشاهدة قصور النظرية بمفردها عن تفسير بعض هذه الحالات. ومن الوجه المقابل، لوحظ أن ظاهرة استكناه المجهولات والغيبيات عن طريق الأحلام أو في أحوال الغيبوبة الروحية أو أحوال اليقظة الوجدانية - صارت - في هذه السنوات الأخيرة - موضع رعاية ومحل التفات من طائفة من العلماء الروحانيين والنفسانيين بعد أن كان الرأي عند جمهرة العلماء أنها من قبيل الضلالات والأوهام.