بنفسها الخطوات المتبعة في الكتب الجبرية الحديثة.
فربع النصف من الأشياء ... واحمل على الأعداد باعتناء
وخد من الذي تناهى جذره ... ثم انقص التنصيف تفهم سره
فما بقى فذاك جذر المال ... وهذه رابعة الأحوال
ولم يستطع العرب أن يدركوا القيم السالبة، أي أنهم لم يعتبروا من جذور المعادلة إلا الموجب. ثم يشرح طريقة استخراج المجهول في المعادلة التي يكون فيها معامل (س٢) غير الواحد، وهي نفس الطريقة التي تجدها في كتب الجبر للمدارس الثانوية. وأعطى طرقاً لكيفية حل بعض المعادلات التي تكون في أوضاع مخصوصة مثاله:
فاجمع إلى أعدادك التربيعا ... واستخرجن جدرها جميعا
واحمل على التنصيف ما أخدتا ... فذلك الجدر الذي أردتا
ولم يقف ابن الياسمين عند هذا الحد، بل نجده يشرح بعض النظريات التي تتعلق بالقوى والأسس وطرق ضربها في بعضها وقسمتها على بعضها. ولم ينس أيضاً أن يذكر معنى كلمتي (جبر) و (مقابلة) فقال:
وكل ما استثنيت في المسائل ... صيره إيجاباً مع المعادل
وبعد ما يجبر فليقابل ... بطرح ما نظيره يماثل
ولولا الخوف من الملل الذي قد يتسرب إلى القراء ولا سيما الأدباء منهم لأتينا على شرح هذين البيتين تفصيلاً. ولقد سبق أن شرحت معنى الكلمتين (جبر) و (مقابلة) في مقالي في المقتطف.
وتنتهي الأرجوزة بالصلاة والسلام على النبي.
ويوجد شعر كثير حوى مسائل حسابية وهندسية ومعضلات فلكية من الصعب فهمها وقد يكون حلها أيضاً.
وفوق ذلك أخذ الشعراء بعض الاصطلاحات والأسماء والآلات الفلكية والرياضية واستعملوها في شعرهم فقد كتب أبو إسحاق الصابي في يوم مهرجان مع إسطرلاب أهداه إلى عضد الدولة ما يلي:
أهدي إليك بنو الآمال واحتفلوا ... في مهرجان جديد أنت مبليه