الإسلام على بعض نواحي النشاط الفني والتي ربما ثقلت على دعاة حرية الفن؛ فإن كل ما يدعوا إلى الوثنية أو أخلاق الجاهلية إن كان من الفن فهو فن سوء، ولا مجال للاعتراف به في نظام شامل كالإسلام الذي يكفل حياة جد وعمل دائمين في سبيل الخير لا حياة لهو وترف في حال من الأحوال. وكذلك الانهماك في اللذات والتعبير عنها تعبيراً صادقاً مثل حكاية طروق حبلى ومرضع، فإن هذا النوع من الحرية للأديب التي يدعوا إليها بعض الكتاب الفرنسيين ويعجب بها بعض كتابنا البارزين - لا توجه الإنسانية إلى سواء السبيل وحسن المصير، بل تعاون على صرف النظر والذهول عن سوء الحال وخير المستقبل وتسبب الفتور في العزيمة والركود في التعمير لاشك أن مدار الفن على التعبير الصادق ولكن هل يتحول الشر بمجرد كونه موضوعاً لمثل هذا التعبير إلى الخير؟ أفلا يجب على الكاتب إذا اتخذ الشر موضوعاً لعمله أن يعالجه بحيث يبغضه إلى القراء؟ ولا يقل أحد في ذلك إرهاقاً للكاتب لأن الكاتب الذي حبب إليه الشر قل نفوره منه عن نفور الجمهور هو عدو للخير والمجتمع قبل أن يكون كاتباً أو شاعراً. أما القول بأن مذهب الفن للفن ليس له أية صلة بالأخلاق فإنه سينتفض إذا راعينا هذا الجانب نفسه أعني جانب الموضوع الذي يقع عليه اختيار الكاتب، كما أن حسن التصوير أو قبحه من الناحية الأخلاقية لا يمكن في الفن نفسه، بل يأتي من الموضوع الخارجي له. وعلى كل حال فإن الأدب الذي لا يرمي إلى غاية إنما مثله هز الأرداف العارية الذي يسمي فن الرقص في بعض الحانات ولكل منا رأيه في مدى جدواه للمجتمع والأخلاق والإنسانية.
السيد محمد يوسف الهندي
معنى المكروفون:
اطلعت في عدد الرسالة الغراء (٨١٤) على مقالة صاحب العزة الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الوهاب عزام بك بعنوان (من آفات هذه المدينة) وفيه ذكر عزته أن المكروفونات (المجاهر) تسبب ضوضاء. . . الخ وبودي في هذه الرسالة العاجلة أن أبين من الناحية العلمية خطأ ما سار عليه البعض في تسمية هذه الأجهزة بالميكروفونات.
فهذه الأجهزة من الناحية العلمية تسمى وهو ما يمكن ترجمته (أجهزة مخاطبة الجماهير)