(الفناء القديم) لاسكوت، (وحاجتنا إلى الجحود) لشيلي، وكثير من المؤلفات القيمة.
بعد كل ما تقدم ما أحسب أن القارئ يشايع الأستاذ واضح كتاب (التجديد في الأدب الإنجليزي الحديث) في قوله: (إن الأدب الإنجليزي قد اتجه طول مدة القرن التاسع عشر نحو الصياغة اللفظية دون التفكير والاقتحام)، وفي قوله:(ان العصر الفيكتوري ما بين ١٨٣٠ و١٩٠٠ كان عصر خمول في الأخلاق والأدب. . الخ) بل أعتقد أنه يرى الصواب والحكمة في معارضة الأستاذ محمود الخفيف له في رأيه هذا.
أما هذا التجديد الذي أشار الأستاذ سلامة موسى إلى ظهوره في الأدب الإنجليزي عام ١٩٠٠ ووافقه عليه الأستاذ محمود فانه في رأي (وايت) و (كلي) لم يوجد حقيقة، وان الشعر في هذا العام وما أعقبه من أعوام (من عام ١٨٩٢ - ١٩١٩) قد سرى إليه الضعف، وجهل أربابه (روبرت بريدج، بلانت، وليام ونسون، ارثر سيمون، حنا دافيد سون، كبلنج، هاردي) الغرض منه، فمالوا إلى زخرف القول وتدبيج اللفظ بأنواع البديع وأوغلوا في ذلك حتى قبحت مبانيهم وسمجت معانيهم. وإلى القارئ ما يذكرانه في كتابهما المشار إليه ص٢١١ - ٢١٢.
(يرينا الشعر في هذا الدور ١٨٩٢ - ١٩١٩ ضعفا بينا؛ ليس في صور التعبير وآداب النظم، بل في النجابة واتساع أفق التفكير؛ لقد تجنب فيه معظم الشعراء السجايا النفسية وعواطف الحب وفتنة الجمال، فاكتفوا بمغازلة الوداد العائلي، وقراءة أفكار الرجل من غير أن يتعرضوا لخوالج نفسه؛ كانوا أطفالا في تفكيرهم ونظراتهم، قل أن يخوضوا في البحث والجدل والتفسير، بل كان مجرد (التبليغ) هو كل ما تصبو إليه نفوسهم؛ يطربهم الجمال الطبيعي (الفيزيكي) أو أن يكتشفوا في صورة اصطلح الناس على تقبيحها شيئا يدعونه جمالا حقا؛ تقيدوا بأوزان العروض وعانوا طول الدرس ليتمكنوا من تحسين عباراتهم وتطبيقها على ما يتخيلون من التشابيه والاستعارات؛ هم تلامذة (لورد ثورث) نبذوا مثله الأسلوب الشعري ونظموا معظم منظوماتهم غنائية، إنما كانوا يوقعونها على أوتار خرساء، نعم على أوتار خرساء لأنها تقف بمعزل عن الحياة ومسائلها، ولا تدعونا إلى التفكير في سر الوجود والعدم تفكيراً يجعلنا نرى بعين عقلنا العالم أكثر وضوحا. .).
هذا ما رأيت أن أثبته تعقيبا على كلمة الأستاذ محمود الخفيف التي انتقد فيها كتاب (التجديد