طبقة ذات أثر كبير في ارتقاء المسرح، ومن هؤلاء زكي طليمات الذي لا يقتصر على الجهد الفردي فهو يصنع الآن جيلا جديداً يرجى على يديه عهد للتمثيل في مصر، وكذلك مثل في الموسيقى، وقد وقف طويلا مع سيد درويش، وقال إنه استطاع أن يجعل الفن ذا موضوع، ومن عبقريته أنه ذهب في التجديد إلى مدى بعيد مع الاحتفاظ بالأصول الشرقية للنغم والموسيقى.
هذا وقد نشر في الصحف عنوان هذه المحاضرة هكذا (بناة النهضة الأدبية) واحتشد جمهور كبير في قاعة يورت التذكارية، وقدم رئيس قسم الخدمة العامة، للمحاضرة بكلمة قال فيها أن المقصود بالنهضة الأدبية ونهضة المسرح والموسيقى لما لهما من شديد الصلة بالأدب. وقد ألمع هذا الوضع وهذا الجو إلى تقصير في هذه السلسة، إذ أهمل فيها الجانب الأدبي إهمالا تاماً، ولم يذكر رئيس الخدمة العامة سبباً مبرراً لهذا الإهمال. قد يقال أن الجامعة حرة فيما تختار من الموضوعات، ولكنها محاضرات عامة تدعو إلى إلقائها بعض قادة الرأي والفكر في مصر، ومن تمام الفائدة أن تستوعب الجوانب المختلفة، ولم يكن ينبغي أن يهمل الحديث عن النهضة الأدبية وهي أم النهضات جميعاً، حتى أنك لا تجد نهضة إلا كان الأدب لسانها والأدباء باعثيها وداعين إليها.