وأما تعليلك هذه الصد عات التي أصابت العروبة فمزقت الكلمة وفرقت الدين، بسرعة الفتح، واتساع الرقعة، ومؤونة الانتقال، وصعوبة الاتصال، فيضعفه علمك بأن الصدعة الصغرى كانت في (السقيفة) بعد أن قُبض الرسول، وإن الصدعة الكبرى كانت في (الدار) بعد أن قُتل عثمان!
لا يا صديقي، إن الفردية هي علتنا الأصيلة، وإن العصبية هي داؤنا الموروث. وإن هاتين الرذيلتين هما جماع الآفات التي مُني بها العرب، وعُني بعلاجها الإسلام. وقد فصَّلت ذلك في مقالتين نشرا في (وحي الرسالة). والدليل قائم اليوم يا صديقي على أن الفردية والعصبية لا تزالان توهنان البناء، وتحللان العقدة، وتفرقان الجماعة. ولولا أن بيني وبينك ثالثاً يمحو ويثبت، لبينت الأسباب، وعينت الحوادث، وسميت الأشخاص؛ ولكني كضفدع الشاعر التي يقول فيها: