للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفنان. . . حين كان يتصل بالزوجين اتصال المعجب ويخالطهما مخالطة الصديق. . . وللحب سلطان فوق كل سلطان يا صديقي - ولما عرف الزوج السر وقعت الجفوة بين الصديقين. . . وإنك لتعرف أيها الأخ أن نيتشه لا يعرف في العواطف أنصاف الحلول. . فإما الصداقة الجارفة وأما العداوة الصارخة، وهو في فلسفته أيضاً كذلك. . . فهو إما هدَّام مدمر كأعنف ما يكون الهدم والتدمير، وإما بان كأضخم ما يكون بناء بنَاء. . . ومن كتبه التي تشهد بذلك - زرادشت - ضد المسيح - شفق الأصنام -. . .

ولقد سبق لينتشة أن رفع شوبنهاور وفلسفته إلى عنان السماء ثم عاد وذمهما أشنع الذم. . ثم حملته العنيفة التي شنها على المسيح والديانة المسيحية. . إن ما قاله مالك في الخمر هو بعض ما قاله نيتشه في المسيح. والعجيب أنه كان يعد أولاً ليكون من رجال الكنيسة. .!! ويقل نيتشة في كتابه - ما وراء الخير الشر - وربما يعلل بهذا القول تقلباته العنيفة - إن المفكر عندما يبلغ الثلاثين يكون مر بجميع الأدوار التي مرت بها الإنسانية في تطورها.

كنت أحب أن أنتهز هذه الفرصة لأستطرد في بحث عن نيتشة الفيلسوف العجيب الفذ، ولكني أرجئ هذا إلى فرصة أخرى. وأشكر للأستاذ المعداوي أن أتاح لي إنصاف الحق وأحب أن أقول له مخلصاً. . والله لولا حرمة الحق ما حركت قلمي في هذا الموضوع - وإذا كان الخميسي صديقي فالحق عندي أعز من كل صديق. . وفي النهاية أهمس في أذنه: إنها جولة كسبها منك الخميسي لأنك لم تسد الثغرة حين سددت الضربة. . . وعسى أن توفق في جولة أخرى. . على أن كاتباً مثلك ينتظره مستقبل باهر عليه أن يبذل غاية الجهد ليحفظ قلمه بعيداً عن آفة الهوى. . .

محمد فهمي

(الرسالة) تلقينا رداً آخر للأستاذ الخميسي فاكتفينا برد الأستاذ

فهمي لاقتصاره في النقل ووفائه بالغرض.

كلام الجوهر والدرر:

في ص ١٣٥٠ من عدد (الرسالة) ٨٠٤ يقول كاتب المقال: (ترجمة الأوزاعي لابن حجر العقلاني).

<<  <  ج:
ص:  >  >>