للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

السيد العاشب زحفت على مرزوق وأجلت الأتراك عنها واستعملت كل وسائل العنف والتشريد مع الأهالي. ثم اتجهت شمالاً إلى الأبيض حيث التقت بالقوة التي جمعها الضباط العثمانيين وهناك دارت معركة فاصلة انتهت بهزيمة السيد العابد وأسر صهره العاشب الذي حوكم على النهب والقتل الذي ارتكب في مرزوق فأعدم شنقاً في سبها ولما وصلت هذه الأنباء إلى السيد العابد غادر واو الكبير منسحباً إلى الكفرة.

٣٦ - إن هؤلاء الضباط من أهل طرابلس الذين تلقوا تدريباً عسكرياً في مدارس الأتراك قاموا بعمل من أعظم الأعمال فهم كان اعتمادهم على الجنود الوطنيين الذين جندتهم الدولة العثمانية في السابق ثم على الجنود خدموا في الجيوش الإيطالية وأخيراً حينما توطد شأنهم عرفوا كيف يضمون الجنود الوطنيين من المغاربة والطوارق والسنغال إلى صفوفهم.

٣٧ - إن هذه الصفحة خطيرة وهي تكاد تقنعنا بمخاوف الدول الاستعمارية في أفريقية بأكملها إذا قدر لها أن تواجه في المستقبل رجالاً من هذا النوع فيهم التصميم والإرادة ومواجهة الأخطار ومن هذا نفهم جيداً مركز فزان في القارة الأفريقية. لأن الذي يسيطر عليها بوسعه أن يملأ السودان والصحراء بالدعوة والدعاية التي يريدها. ويهز الاستعمار الأوربي.

وقد جاء في كتاب الكولونيل لارشيه الذي أشرت إليه ذكر بعض عمليات ترتب عليها تسليم مراكز عسكرية فرنسية بعتادها في الحرب العالمية الأولى.

٣٨ - ويشير صاحب كتاب طرابلس

أن الحكومة التي أنشأت بفزان استطاعت أن تربط مرزوق بخط تلغرافي مع مسراطه باستعمال زجاجات المياه المعدنية لحمل الأسلاك وذكر أنه لجأ إليهم ولقى لأول مرة معاملة مدنية ورأى بعينه حركة القوافل والاتصال بين الشمال والجنوب وإلى رجالها يرجع الفضل في ترحيله إلى مسراطه حيث ضم إلى معسكر الأسرى الإيطاليين فاتصل بالعالم لأول مرة وعرف أهله بوجوده حياً يرزق بعد أن كانوا قطعوا الأمل من حياته.

وقد بقيت فزان تدار بمعرفة هؤلاء ما دامت حكومة مسراطه قائمة حتى أمضيت الهدنة ١٩١٨ فانسحب الألمان والأتراك ثم رأس الحكومة (رمضان الشتوي) ثم ساد فزان عهد من الفوضى نتيجة للنزاع الداخلي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>