للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كريم، ونعمة كانوا بها فاكهين. كذلك وأورثناها قوماً آخرين، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منتظرين).

وكان ممن زار المدائن وشاهد القصر الأبيض - الإيوان - الإمامان الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب (ع) وذلك حين قتل أبوهما وقد توجها إلى المدائن فلحقهما الناس بساباط فحمل على الحسن رجل من أهل الكوفة فطعنه في فخذه، وسبقهم الإمام حتى دخل قصر المدائن فأقام فيه نحواً من أربعين ليلة ثم توجه إلى معاوية بن أبي سفيان وصالحه.

ومن العلماء الذين وقفوا على أطلال الإيوان علم الهدى السيد المرتضى الذي استثارت المناظر قريحته وطفق ينشد من قصيدة معروفة منها:

يا زميلي أنخ بشرقي سابا ... ط مناخاً على الركائب دحضا

قد رأينا الإيوان إيوان كسرى ... فرأينا كالطود طولاً وعرضا

وترى العين منه أبهة الملك ... وعيشاً لأهله كان خفضا

حيث كانت ضلوع من ولج الأ ... يوان ينفض بالمخافة نفضا

ولعل أحسن من وصف الإيوان من المعاصرين شاعر النجف السيد محمود الحبوبي في قصيدته العامرة (وقفة على طاق كسرى) يقول في أولها:

قفا واسألا أعجوبة الزمن الكبرى ... عن الأعصر الأولى وعن ربه كسرى

لقد شاهد الأجيال والدهر يافع ... وشاهدها والدهر محدودب ظهرا

هنا كان كسرى أم هنا لست دارياً ... سلا هذه الجدران فهي به أدرى

وأنشد في الإيوان أيضاً الشاعر النجفي الشيخ عبد المنعم الفرطوسي قصيدة عامرة أولها:

قف في المدائن واستنطق بها العبرا ... عن ألف جيل وجيل فوقها عبرا

واستعرض الدهر أشكالاً منوعة ... فيها لتعرف من أحوالها صورا

واستخبر الرسم عنها حين تقرؤه ... فسوف يعطيك عن تاريخها خبرا

والعين إن تك قد فاتتك رؤيتها ... فلا يفوتك منها أن ترى الأثرا

ويقول فيها مخاطباً الإيوان:

أنشودة أنت للأجيال خالدة ... لذاك أضحى فم الدنيا لها وترا

وآية طأطأ الدهر الخطير لها ... لما تسامت على عليائه خطرا

<<  <  ج:
ص:  >  >>