وإنما تكثر إلى ناحيتي القطبين وتقل جداً عند خط الاستواء. والبقعة الشمسية تكبر أو تصغر بلا سبب معروف. فقطر الواحدة يختلف بين بضعة عشر ميلاً إلى ٥٠ ألف ميل وأكثر. والظاهر أنه كان من سفع هذا العام أو هذا الشهر سفع ضخمة جداً سببت هذا الاضطراب في الجو المتيورولوجي الأرضي.
والسفع الشمسية كمعظم الظاهرات الشمسية غامضة لم يتفق العلماء حتى الآن على تفاسير مقنعة لها. ولهم فيها نظريات مختلفة ومعظمها ظنون وتخمينات.
وأكثرهم يرجحون نظرية العلامة (هايل) الذي اشتغل كثيراً في دراسة الظاهرات الشمسية وتعليلها. وهذا ملخص نظريته السفعة هي في الظاهر بقعة قائمة في الشمس وسطها ظل ثقيل ومن حوله ظليل خفيف. وتحيط بها بقع ساطعة. ولدى التدقيق في رصدها من مرصد قوي تبدو كأنها بركان هائج. وشكلها كشكل القمع - القمع الذي يسكب فيه الماء إلى القارورة - منفرج كثيراً في خارجه. وهو قائم في الجو الشمسي الخارجي المسمى (فوتوسفير). وأنبوبته تتدلى إلى ما تحت الفوتوسفير. ولما يقذف منه من غاز يظهر بشكل (بالوعة) أي دوامة أو (دردور) وسرعة دوران هذا الدردور هي في الغالب مرافقة لأصل المجال المغنطيسي الذي في الشمس. هي بالوعة فوارة لا بلاعة والغالب أن دورانها لولبي. ثم أن الغازات المتصاعدة منها تحمل معها كثيراً من الذرات المكهربة ومنها تتدفق التيارات الكهرطيسية.
وقد أثبت التحقيق أن التيارات التي تتصاعد من السفعة الواحدة، وهي لا تزال في الجوف، إنما هي منخفضة الحرارة عن معدل حرارة سطع الشمس الذي هو ستة آلاف درجة من مقياس سنتيغراد. وحرارة تلك الغازات المتصاعدة لا تتجاوز ألفي درجة سنتيغراد. إذن فلا بدع أن يكون تعدد السفع وتضخمها سبب هبوط الحرارة على سطح الأرض وتساقط الأمطار.
ولا يزال هبوط الحرارة هناك مجهول السبب، على أنها صاعدة من بيئة أشد حرارة من السطح.
والراجح أن المجال المغنطيسي في الشمس ذو صلة بدوران الشمس المحوري. وفي رأي أحد العلماء أن الدردور (أو الدوامة) الأصيل ممتد تحت سطح الشمس على عمق عميق