و٣٠٠ ألف مرة كحجم الأرض، وسعة سطح الشمس ١٣ ألف مرة كسعة سطح الأرض. وإذا وضعنا الكرة الأرضية في السفعة الكبيرة غرقت فيها وبقي حولها فراغ كبير.
أما سبب ظهور هذه السفع فلا يزال مجهولاً، وقد ظن أن للكواكب السيارة والرجم تأثيراً في الشمس ولا سيما حين تتقارب بعض السيارات على جانب واحد من الشمس، ويخرج قطب محورها أو يزوغ عن موضعه. ولكن هذا الظن لم يصادف تحبيذاً من جميع العلماء، وإنما يقال بالإجمال في هذا الموضوع أن الطاقة في باطن الشمس حيث الضغط شديد تتفلت هنا وهناك كأن الشمس تتنفس الصعداء لكي تسري عن نفسها، فتنفجر الطاقة كانفجار البراكين، وتظهر السفع بشكل فوهة البركان المنفرجة وتشرع تتسع كاتساع البالوعة التي تدور دوراناً لولبياً، وتتسع وتتسع حتى تبلغ عشرات ثم مئات الألوف من الأميال، وهي تتحرك متجهة إلى خط الاستواء الشمسي. وحين تنشأ السفعة على مقربة من القطب الشمالي تنشأ أخت لها على مقربة من القطب الجنوبي.
ومتى صارت كل منهما تدنو من خط الاستواء تشرع تصغر وتتقلص حتى تتلاشى تماماً، ويندر أن تعبر خط الاستواء، ومتى تقاربت السفعتان إلى خط الاستواء تتفانيان متنافيتين تنافي الإيجابية والسلبية.
وجماعات السفع في إبان تضخمها ترى في متوسط كل من نصفي الكرة الشمسية كنطاقين حول الشمس يحزمان نصفيها.
تنشأ السفع هكذا قليلة أو كثيرة، وتتضخم وتترحل من عند القطبين إلى الاستواء على طول السنة عاماً بعد عام، وتبلغ في بعض الأعوام أشدها. وقد لوحظ أن شدتها دورية، كل إحدى عشر سنة تقريباً تحتد مرة احتداداً فائقاً، كما حدث في هذا العام وفي هذا الفصل. وبعد ذلك تخف هذه الحدة رويداً رويداً إلى أن تبلغ درجة التراخي والخمود أو الهمود.
بناء على هذا بعد ١١ سنة تقريباً سيرى سكان الأرض غالباً اشتداد البرد في مثل هذا الفصل، واختلاط اللاسلكي، واضطراب الجو على العموم.