للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ان مَن اعطانا العقولَ اذا ما ... شاء ان نردى يستردّ العطايا

والذي أنشأ البرايا من البوَ ... ر مُعيدٌ الى البوار البرايا

كِبَرٌ شفّنى فلم يبق عندى ... غير قلبٍ يئنّ تحت الحنايا

بغداد

جميل صدقي الزهاوي

في النقد الألماني

النقادة الكبير ليسنغ

حياته ومذهبه

(١٧٨١ - ١٧٢٩)

للأستاذ خليل هنداوي

ما عرف الأدب ناقداً كليسنغ جباراً صحيح المقاييس، بليغ التاثير، لا يبني مذهبه على المدرسة القائمة في عصره، وانما يبني مدرسته الجديدة لترتكز عليها مدرسة للأدب جديدة، يوم لم يكن عند الجرمانيين أدب بارز. فحار الناقدون في تفهم هذا الناقد الذي افتتح ادب امة عظيمة بالنقد، وانما عهدهم ان يخلق الادب النقد كما يخلق الاديب الناقد.

نشأ ليسنغ ميالافي بدء عهده الى ادب الاوائل، وما كاد يتمكن من هذا الادب حتى تفت لعينيه افق جديد يريد استكشافه، يحث معاصريه على السعي معه حثيثاً ليكون لهم مثل حظه من هذا الاستكشاف، وما اصدق من قال: (كان الادب الالماني قبل ليسنغ مفازة يفتقر السائر المتخبط فيها إلى هادٍ، وهذا الهادي لم يكن إلا إياه) هذا الذي انار المسالك وهدى الادباء الى سبيل في الادب قويمة، يبدى لهم مكامن الابداع ومواطن الخطأ، واسس الادب الجديد على قواعد النقد، وصاغ الشعر مزيجاً من الفن والادب والفلسفة، فكانت نفسه في جميع حالاتها مصابة بطلب المعرفة، هذه المعرفة التي ظن انه لابدّ ملاقيها، فذهب وراءها في احناء الكتب والصحف، وتحرى عنها في مشاهد الوجود.

دخل في اول نشأته احد الاديرة يتلقى اللغات القديمة التي كانت لب برامج التعليم القديم، فأبدى من الذكاء والانتباه ما ترك اساتذته في دهشة منه، حتى قال عنه احدهم: (نحن لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>