ما أرق هذا القلب الذي ما نزع يوماً إلى النفاق والرياء، وما جنح مرة واحدة إلى المكر والخديعة والدهاء؛ بل كان عنوان الطيبة ورسولا من رسل الخير، أدى الرسالة التي ناطه الله بها خير أداء وعلى أحسن وجه وأتم صورة.
كنت تحيي الليل تسطر بدائعك الزاخرة. وكنت تتعذب في جسمك المتعب المرهق المحتاج إلى الراحة وإلى الغذاء. . كنت تقنع بالقليل من القوت تقيم به الأود، لأن نفسك الملهمة كانت (حزينة حتى الموت) ولأنك كنت تريد أن تسكب على القرطاس حروفاً متسقة العقود من الكلم الكثير الذي نصب الله لسطوره أبهى المعاني وأبدعها.
(نفسك حزينة حتى الموت) ولكن دمي جمد في عروقي، وقلبي تحول إلى حجر ساعة أراحك الموت من حزن نفسك. . .
(نفسك حزينة حتى الموت) ولكن صدري تمزق، وقلبي سالت دماؤه ساعة رأيت ضبابة الموت منتشرة على محياك. . .
وإن في فؤادي من نار الحزن ما يحرق جسدي. . لأن مرارة الحياة تمثلت لي بانفصالي عمن كان سبب وجودي وكياني.