للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أيامه السود ينفجر رازحاً تحت أثقاله ويسلم الروح منتحراً أو مجنوناً. . . إن النفس إذا غصت ساحتها بما فيها ولم تجد لها منفذاً أصيبت بالاختناق فلا تصرفوا أوقاتكم في القراءة إذا كنتم لا تستطيعون أن تكتبوا. . . القلم فرجة الروح فاكتبوا كلما قرأتم لترتفع أشجاركم بدورها بين تلك الأشجار التي تتفيأونها في غابات الفكر والإحساس. . . افتحوا كوى أرواحكم بين الحين والحين لئلا يفسد هواؤها.

كلما تمثلت نفسي محشوراً في ذلك الوادي الرهيب، وادي يوشافاط تبسطت ما استطعت في دنياي وأحلامي مغتنماً فرصة البقاء قبل الجلاء إلى ذلك الموقف المخيف بين الملايين التي لا تعد من الموتى الأحياء، يتلى عليهم الماضي ويحاكمون. .

البحار ابن البحر رجل كئيب فمن أين أتاه البحر الفسيح الرحاب بالكآبة. ونحن نعرف الرحب الصدر صابراً متفائلا غير كئيب؟

أنا أومن بالوراثة ولكن أين خليفة المتنبي في صحراء العرب. . وأين نظرات الفراعنة في عيون المصريين اليوم. وأين أثينا القرن العشرين من أثينا أفلاطون وسقراط إلى آخر تلك القافلة العلوية التي جاورت الأولمب وسيطرت بفلسفتها وخيالها على الدنيا. . وأين هذا الإيطالي الناعم الفنان، صاحب الأوتار والألحان، في البندقية وميلان، من أولئك الجبابرة الرومان الذين ملكوا بشجاعتهم الأرض وخضع لهم الزمان؟ ألا ترى معي أن هناك سلاسل تقطعت ودماً تحول عن مجراه؟

القلم الذي يأتيك بالموجة الطويلة ليس قلماً عربياً. . إن مذياع لغة العرب لا يعرف غير الموجة القصيرة.

راجي الراعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>