للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاتحة خير لتوحيد الجهود في سبيل قضية الوطن.

وقد أعلى بذلك شأن الأدب - في عهد الفاروق - أعلى الله شأنه، وأكرم الأدباء أكرم الله صنيعه، ولقي في سبيل إنصافهم ما لقي من عنت ولوم واحتجاج، فكان عزاؤه ما لهجت به الألسنة من الثناء عليه، والدعاء له، ورضاء الأمة عن عمله، وعرفانها لجمليه.

ونفي عن الأدباء - بما فعل - تهمة التعطل والتعطل والميل إلى الكسل وتلمس الرزق من أيسر طريق. فأظهر الناس على أن الأدباء (كفايات) مذخورة للوطن، يجب أن يعلو بها الوطن، وأن الأمة التي تطمس حق أدبائها، وتأخذهم بجريرة الحزبية البغيضة، لا خير فيها ولا أمل يرجى في صلاحها.

أما بقية القضايا فهي في طريقها إلى النور، وسوف تظهر أحكامها السديدة الرشيدة لكل ذي عين وبصيرة، ناطقة بما وهب الله قاضيها من سداد ورشاد وبصر وإيمان.

وأما السفينة بما فيها ومن فيها، فهي في طريقها إلى شاطئ السلام وبر الاطمئنان، يقودها ذلكم (الربان) الذي عرف من أفاعيل الماء والهواء، والرياح الرعناء، ما لم يعرفه ربان قديم.

ولم يبق أمام هذا الربان القدير سوى بعض صخور وبعض أعشاب تنساب فيها الأفاعي والحيات. ومن يدري!! فلعله (رفاعي) يرود الأفاعي والحيات، ويعرف كيف يخدرها بتعاويذه وأدعيته، ثم يستلها من بين تلك الأعشاب، فيكسر أنيابها ويقي الناس من سمومها، ويصل بالسفينة إلى شاطئ السلام، بعد القضاء على الصخور والأعشاب.

وسيعرف الناس - بعد ذلك - أي جهد بذل هذا الوزير العادل، وأي مجد بنى لأمته في محيط العلم والأدب.

أما أدباء مصر، فقد أصبح في أعناقهم لهذا الوزير المنصف العادل دين أي دين، وكذلك علقت بنفوسهم أكبر الآمال في عدله وبره ورعايته وتعميم فضله وتقديره لأهل العلم والأدب.

عبد الله حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>