للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخالية تشعر أنها محتاجة إلى الاقتراب مني بدافع غريب مجهول المصدر يدفعها إلى ذلك، وكنت أنا أشعر بلذة منشؤها حمايتي لفتاة في مثل هذا الوقت. على تلك الحال كنا نمشي صامتين لا نتكلم، وكانت توسع خطاها لئلا تضطرني إلى المشي البطيء.

- كنت وأنا في الترام في شك من جمال هذه الفتاة ذات القامة الهيفاء، ولكنها الانفي الظلام كانت تتراءى لي جميلة.

- إن هذه المصادفة غربية جداً، وأظن أن تلك الفتاة التي رأيتها لأول مرة في حياتي وبسطت عليها ظل حمايتي لو كانت غير جميلة لكانت اللذة التي أشعر بها الان ناقصةكنت أقول وأنا سائر بجانبها يا لجمال عينيها الصغيرتين.

(البقية في العدد القادم) نزيلة بعلبك (فتاة الفرات)

تاريخ العالم القديم

تأليف الأستاذ عبد الفتاح السرنجاوي

للأستاذ المؤلف شغف كبير بالتاريخ القديم، فهو ما ينفك يقلب صفحاته، ويطيل النظر في أدق موضوعاته، حتى صار لهذا العلم المحل الأول من اهتمامه في درسه وفي أوقات فراغه، ولقد قام بتدريسه سنين متوالية في المعاهد الدينية، وعرف ما يوافق طباع الطلاب منه، ووقف على الاسباب التي تحبب إليهم موضوعاته، أو التي تنفرهم منها. وكانت ثمرة هذه الخبرة هذا الكتاب الذي أحداثك عنه، وهو في طبعته الرابعة هذه على خير ما تصدر به الكتب دقة طبع وسلامة ذوق.

أما عن موضوعاته فهو وفق المنهج الاخير لوزارة المعارف والمعاهد الدينية، يشمل تاريخ قدماء المصريين والإغريق والرومان على أن أهم ما في الكتاب هو تلك الطريقة الفريدة التي أتبعها الأستاذ في كتابة التاريخ، فلقد نبذ تلك الطرق التي تقتصر على سرد المعلومات الجافة يقصد بها استيفاء المنهج المقرر، ونفذ بخبرته إلى صميم الموضوع، فأهتم بالحياة الاجتماعية ومظاهرها في تلك العصور القديمة، إلى جانب اهتمامه بتفاصيل المنهج، كل ذلك في عبارة طلية متينة، مما جعل كتابة جم الفائدة، خفيف المحمل، أضف إلى ذلك ما يحتوي عليه ذلك الكتاب الفذ من الصور والخرائط، وكلها موضوع لغرض إيضاحي في تدبير حصيف وترتيب محكم مما لا نجد مثيلاَ له في غيره من الكتب، ولاشك هذه خير

<<  <  ج:
ص:  >  >>