من جهد نقدره لهما، وتترك من أجله بعض أمور نخالفهما فيها وقد تابعا فيها غيرنا، ولكل وجهة هو موليها.
عبد المتعال الصعيدي
رواية ابنة الشمس
تأليف فرنسيس شفتشي
نالت هذه القصة التمثيلية جائزة وزارة المعارف العمومية في مباراة سنة ١٩٣٢، ولقد قرأتها دون أن يكون لهذا الاعتبار تأثيراً في نفسي فألفيتها قصة ممتعة طريفة، جديرة بما نالت من حظوة واستحسان فلقد نجح المؤلف نجاحاً عظيماً في تصوير المجتمع المصري في عهد الملك رعمسيس الثاني، كهانة وسحراً وطباً وعرافة وسياسة، كما أنه قد نجح في تصوير بعض العواطف الإنسانية تصويراً بارعاً كالشفقة والحب والشك والطمع والحسد والاخلاص والخيانة وغيرها. كذلك أحسن المؤلف تصوير أشخاصه ففنه في هذه الناحية قوي. ولقد استمر على فطنته ويقظته في ما يتعلق بصفات أشخاصه حتى آخر القصة.
بيدي أني أرى في القصة بعض المآخذ. لابد لي اذا توخيت الإنصاف من مصارحة المؤلف الفاضل بها وأول هذه المآخذ أن عقدة القصة مبهمة. فقد حاولت أن انتخب من بين حوادثها حادثة أعتبرها الرئيسة فلم اوفق الى ذلك. فهنا بنت أنات تحب بنطاؤر. وهناك نيفرت تحب سينا. وهذا بعاكر قائد الطليعة يريد أن يكيد للملك. نعم إن هذه الحوادث لاتعدم رابطاً يربطها، غير أنها روابط سطحية وليست روابط البسط أو حل العقدة التي تتشعب منها القصة مما كاد يخلي القصة من التطور ويفقد القارئ الانتظار. فكل منظر يكاد يكون مستقلاً، هذا إلى أن المؤلف قد جعل خاتمة المأساة متوقفة على نصيب رمسيس في الحرب، وهذا معروف للقارئ، فكأن القارئ يعرف ما سيؤول اليه أمر العصاة ومدبري الثورة، وهذا ما يقضي على استمتاعه قبل نهاية القصة، ولو أن المؤلف علق انتهاء القصة على حادثة غير هذه لاحتفظ بروعتها حتى النهاية.
كذلك نجد في القصة عدة مواقف قوية، ولكن المؤلف أضعفها بفتور العبارة أحياناً وبسذاجة الحوار أحياناً أخرى، أو بارسال الحوادث على غير ما يتفق مع الموقف وما ينتظره القارئ في ذهنه. هذا الى أنه في بعض المواقف أورد حوادث ما كان يتصور وقوعها بمثل