وعرفنا في الإسكندرية طائفة من النحاة، نذكر من بينهم الحسن بن جعفر بن مروان الذي صنف كتاباً في النحو سماه المذهب، وكان موجوداً سنة ٥١٧. ومنهم ثابت بن حسن خليفة اللخمي، وكان له معرفة بالنحو، وبنظم شعر علماء كقوله:
العلم يمنع أهله أن يمنعا ... فاسمح به تنل المحل الأرفعا
واجعله عند المستحق وديعة ... فهو الذي من حقه أن يودعا
والمستحق هو الذي إن حازه ... يعمل به أو إن تلقنه وعي
ومات سنة ٦٢٥، وعيسى بن عبد العزيز بن عيسى، وكان مقرئا نحويا، وترك مؤلفات تزيد على خمسة وأربعين في النحو والحديث والوعظ والتاريخ والأدب والقراءات والتجويد والفقه، منها كتاب الأمنية في علم العربية، والرسالة البارعة في الأفعال المضارعة، والإفهام في أقسام الاستفهام، وكتاب الجامع الأكبر والبحر الأزخر في القراءات، وقد قرئ عليه في رجب سنة٦١٤ بداره في ثغر الإسكندرية. وله ديوان شعر ومات سنة ٦٢٩هـ. ومنهم العالم المشهور ابن الحاجب فقد وفد على الإسكندرية. وعبد العزيز بن مخلوف الذي قدم إلى الإسكندرية من بلاد المغرب وأصبح بها من أئمة النحو، وتخرج على يدي نحاة الإسكندرية ولكنه لم يصنف شيئاً، وله شعر متأثر بالنحو تأثرا بالغاً مثل قوله:
ومعتقد أن الرياسة في الكبر ... فأصبح ممقوتاً به وهو لا يدري
يجر ذيول العجب طالب رفعة ... ألا فأعجبوا من طالب الرفع بالجر
ومات سنة ٦٩٣.
وأرجو أن أوفق في فرصة أخرى إلى دراسة باقي ألوان الثقافة ومعرفة رجالها.