معتمداً على رواية العقد الفريد وهي - كما سبق - رواية لا يزكيها واقع الحال. . . وإنما يقال في مقام التصحيح أن (الثبات) بمعنى الحجة والبرهان.
تقول: لا أحكم بكذا إلا بثبت أو بثبات أي بحجة وبرهان ودليل. فالشاعر إنه يقول عن علم وليس عن جهالة وهو بالفاسقين عليم. . . وحجته معه!
(الزيتون)
عدنان
ثلاثة جاهدوا فصدقوا:
نشرت الرسالة الغراء في العدد ٨٢٩ مقالاً قيماً للأستاذ محمد سليم الرشدان تحدث فيه عن ثلاثة جاهدوا فصدقوا، في فلسطين، فأجاد وأبدع في وصف بطولة الشهيد المرحوم عبد الرحيم محمود الشاعر المبدع.
لقد كان بطلاً في حياته ومماته، وقد كانت الخسارة فادحة، والرزء عظيم فيه.
وحينما تحدث الأستاذ عن البطلين الآخرين، لم يصاحبه التوفيق، لأن الأستاذ الرشدان من السلط من شرق الأردن، وليس من فلسطين، ومعرفته بجغرافية فلسطين وأهلها محدودة جداً، وهذا ما كان سبب عدم الدقة في حديثه عن هذين البطلين.
فأما البطل الثاني السيد أحمد السبع فهو من أسرة السبع المشهورة بثرائها وأملاكها الواسعة في قلقيلية، فلم يكن في حاجة إلى العمل خارج فلسطين، ولا ينتظر من شاب مثقف مثله أن يترك أملاكه وثروته ويتشرد جائعاً، وقلقيلية لم يتطرق إليها خطر مباشر كما حدث في البلدان الفلسطينية الأخرى. . .
وأما البطل الثالث وهو الأستاذ عبد الله الريماوي، فقد نسبت إليه البطولة لأنه أبى أن ينسحب هارباً من قريته بروقين ليلة كارثة اللد والرملة. والذي يعرف مكان قرية بروقين وبعدها عن اللد والرملة يستغرب كيف خطر للأستاذ الرشدان أن ينسب بطولة لشاب مثقف: يريد أن يفر من مسقط رأسه. وهي تبعد مسافة تزيد على عشر ساعات سيراً على الأقدام داخل الجبال التي يعسر على الإنسان السير فيها عن اللد والرملة.