واطمأنت إليه النفوس، والإثم ما حاك في صدرك فكرهت أن تطلع عليه الناس. وقال ابن مسعود: الإثم جواز القلوب، وهي الهوادج فيها بالشكوك، فإذا كان الإثم يكون بما قدح في القلب من الشك فكيف هو فيما يتيقنه القلب، أو ليست الأعمال بالنيات ونية المؤمن خير من عمله)
وعلق الأستاذ على ذلك بما يلي:(الهودج: مراكب النساء وهدج الظليم: مشى وسعى وعدا، وكل ذلك إذا كان في ارتعاش، وظليم هداج ونعام هداج، وهوادج وتقول: نظرت إلى الهوادج كما في التاج)
وهذا شرح عجيب غريب لست أدري كيف ارتضاه الأستاذ في هذا المقام، والذي أوقع الأستاذ في هذا الخطأ الطريف أنه اعتقد أن (الهوادج) هنا كلمة صحيحة قالها ابن مسعود، وهي محرفة وصوابها:(القوادح) كما أن (جواز) محرفة أيضاً وصوابها: (حُزَّاز) جاء في لسان العرب: (وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه: الإثم حُزَّاز القلوب، وهي الأمور التي تحز فيها، أي تؤثر كما يؤثر الحز في الشيء، وهو ما يخطر فيها من أن تكون معاصي لعقد الطمأنينة إليها، وهي بتشديد الزاي. جمع حازّ، يقال إذا أصاب مرْفق البعير طرف كِركرتَه فقطعه وأدماه: قيل: به حاز. وقال الليث يعني: ما حز في القلب وحك. وقال القدَّيس الكناني: العرك والحاز واحد، وهو أن يحز في الذراع حتى يًخلص إلى اللحم، ويقطع الجلد بحد الكركرة وقال ابن الأعرابي: إذا أثر فيه قيل: ناكت، فإذا حز به قيل: حاز، فإذا لم يدمه فهو الماسح. ورواه شمَّر: الإثم جواز القلوب بتشديد الواو، أي يجوزها ويتملكها ويغلب عليها. ويروى: الإثم حزَّاز بزايين الأولى مشددة، وهو فعال من الحزِّ)