العليا وإنسانيتهم الرفيعة وحيويتهم وغذاء أجسامهم. . . وقد قضى سنواته الأخيرة يعاني الاعتلال ويغالب الأدواء، ثم غلبته ففقدناه.
وكان مطران موضع التقدير والتكرم من كبار الرجال في مصر وغيرها، وكان أباً ودوداً وأخاً كريماً للأدباء والشعراء، ولم يسعد كاتب هذه السطور بلقائه ومعرفته الشخصية، ولكن طالما استرحت نسمات من سيرته الطيبة في مجالس الإخوان، وامتلأت مشاعري بما استفاض من بره ورقة شمائله٠
فان مات خليل مطران فهو خالد في ضمير الأمة العربية شاعراً وإنساناً ٠
اللغة في الإذاعة:
نشرت مجلة الإذاعة المصرية، أن حديثاً جرى في اجتماع لجنة الشؤون الدستورية بمجلس الشيوخ، بين بعض الأعضاء وبين الأستاذ محمد قاسم بك المدير العام للإذاعة الذي كان يشهد هذا الاجتماع، وأن سعادة العشماوي باشا رأى أن تكون الأغاني والتمثيليات باللغة العربية المبسطة، وقال الأستاذ جمال الدين أباضة بك: أن الشيخ سلامة حجازي الذي كان الجميع يطربون لأغانيه وتمثيلياته كان يلقى هذه الأغاني والتمثيليات باللغة العربية، ثم طلبت المجلة أن يبدي المستمعون آراءهم في هذا الموضوع.
والذي يقرأ هذا يخيل إليه أن الإذاعة تحافظ على اللغة العربية في كل برامجها ولم يبق إلا الأغاني والتمثيليات، والواقع أن جزءاً كبيراً من برامج إذاعتنا يؤدي بلغة لا هي عامية ولا هي عربية، مثل الأحاديث الطبية والزراعية، وما يلقى في ركن المرأة وركن الفلاح وغير ذلك، وأقصد هذا النوع الذي يعده صاحبه على أنه باللغة العربية، وما هو إلا تكسير لها واعتداء على صحتها. وأنها لمهزلة كبرى أن تذاع هذه اللغة المكسرة المهلهلة من الإذاعة الرسمية بأكبر عاصمة عربية في العالم.
في الصحف والمجلات رقابة لغوية، وأن لم تكن دقيقة في بعضها، تمنع نشر ما كتب بأسلوب غير سليم، أو تقومه؛ فلم لا يكون بالإذاعة موظفون في مقام رئيس التحرير أو سكرتير التحرير أو المصححين في الصحف، يشرفون على لغة الأحاديث؟ ولم لا يشترط على المتحدث أن يجيد النطق العربي ويجرب قبل إلقاء حديثه؟ وإن بعضهم ليخجل إذا أخطأ في نطق لغة أجنبية وأنه لأجدر أن يخجل لخطئه في لغته.