الروائع الفنية التي أنتجها قبلهم عظماء الرسامين الذين حللوا في روائعهم ما في الطبيعة من جمال وفتنة وكمال). ويعلق الأستاذ أندريه جيد على ذلك بقوله:(لا شك أن جمال العالم الخارجي ومظاهره البديعة الخلابة لا يمكنها أن تترك بوسان دون أن تؤثر في مشاعره واحساساته، بل في الحقيقة أن اتصاله بالروائع الفنية القديمة هو الذي دعاه إلى أن يدرك قابليته في الخلق الفني).
نقد الفن:
إن تعذر إيجاد مقاييس عامة لمعرفة المدى الذي تبلغه الروائع الفنية من الكمال، كل حسب نوعه، هو الذي جعل أمر نقد الفنون الجميلة من الصعوبة بمكان عظيم. ويقول الأستاذ أندريه جيد في هذا المعنى:(إن نقد الفنون الجميلة من أخطر أنواع الكتابة، ولم يجد في هذا الباب إلا النزر القليل من الكتاب) ومن الممكن حصر الأسباب التي تجعل النجاح في نقد الفن عسيراً في ثلاثة أمور:
عدم وجود نماذج مثالية تقاس عليها القطع الفنية.
اختلاف الأذواق وتباين النزعات في تقدير القطع الفنية، ومن النادر أن تجد ناقدين يتفقان على أمر واحد بحذافيره.
والسبب الثالث ويتفرع من الثاني، هو صعوبة وجود التجرد التام في الحكم على القطع الفنية.
وكثيراً ما يصدر النقاد حكمهم على قطع فنية عظيمة دون أن يعيروها الوقت الكافي، فيكون حكمهم غير دقيق وبعيد عن الحقيقة والواقع. ويذكر الناقد الكبير كلايف بل في موضوعه (مهلاً أيها النقاد) بأن نقاد الفنون على الرغم من ادعائهم بعدم التسرع في الحكم على القطع الفنية كثيراً ما يقترفون أخطاء جسيمة ويجورون على الفنانين بغير حق.
ويستمر كلايف بل في بحثه قائلاً:(إن بعض القطع من الممكن تذوقها من أول التفاتة يوجهها الناقد إليها، أما البعض الآخر فيستحيل عليه إدراك مواطن الجمال فيها، واكتشاف الأفكار التي تحملها، والبواعث التي دعت الفنان أن يجعل قطعته بهذا الشكل دون غيره ما لم يمعن هذا الناقد في النظر ويتعمق في التحليل).
ويدعم الأستاذ كلايف بل معالجته لهذا الموضوع بأمثلة عديدة لأخطاء جسيمة أقترفها كبار