للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الروابي الحجرية المنفردة. وهذه الهضبة تنفصل عن هضبة جبل شمر بوادي الرمة الذي يبدأ من حرة خيبر، ويجري من الغرب إلى الشرق، وبعد ان يسقى بآبار منطقة القصيم الغنية يغير جهته إلى الشمال الشرقي إلى أن يصب في ارض السواد بجوار البصرة.

والوادي هنا اخطر الوديان الواقعة في دار الحركات، وهو يفتح خطوط الحركات بين الحجاز ونجد. وعندما تقطع الوديان وشعابها السلاسل الجبلية تكون العقبات المضائق والمنعطفات التي تنساب فيها الطرق.

والساحة مملوءة بالانفدة الرملية، والكثير منها يتجه من الشمال إلى الجنوب، أو من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقى، لذلك تعترض الوديان الطرق الممتدة من الغرب إلى الشرق.

ومن جملة العوارض التي تتصف بها دار الحركات الحرات، وهي الأراضي البركانية التي تكتنفها الحجارة الخامدة. وهذه الحرات واقعة إلى شرقي الحجاز، وأخطرها حرة خيبر الواقعة في شمالي المدينة مسافة بضع مراحل.

والبقاع الأهلة بالسكان في هذه الساحة هي الواحات في بطن الوديان أو في الأرض المنخفضة التي انصرفت إلى بطنها مياه الأمطار، وأخطرها واحة المدينة في وسط وادي الحمض، ثم واحة بريدة وعنيزة في وسط وادي الرمة. وواحات العارض الممتدة على طوار وادي حنيفة، ثم واحات السدير وواحة خبير وواحات جبل شمر.

وتمتد الطرق في الوديان للاستفادة من المياه المتراكمة فيها في زمن الأمطار من الآبار المحفورة على طوارها. وهذه الطرق تبدا من المدينة، ومنها ما يتجه شمالا، فبعد أن يمر بخيبر يمتد إلى وسط جبل شمر سالكا السفوح الجنوبية لسلسلة اجا، ومنها ما يتجه نحو الشمال الشرقي إلى أن يهبط إلى وادي الرمة فيسلكه حتى يصل إلى واحات نجد الغنية. ولا سبيل إلى السير على خارج الطرق لوعورة الأرض وندرة الماء فيها.

يتبع

طه الهاشمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>