للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عطف الأب وحنان الأم وسعادة العيش في وقت معاً، وأن أرى زوجة عجوزاً تضطرب في غمرات الكرب تأسى على تاريخ طويل كانت تنعم فيه براحة الضمير في الدار، وبهجة القلب في الأولاد، وعز الحياة في الزوج. وآذاني أن يكفر هذا الرجل بحق زوجته وهي رفيقة الصبا وصديقة الشباب وعمود الأسرة، وأن يجحد فضلها وهو قد قضى عمره في كنفها يسعد بالهدوء والطمأنينة، وأن ينسى أن الأسرة معنى من معاني الإنسانية السامية لا يفزع عنها إلا الأحمق والمجنون! أفأمن الرجل أن تتدفق عليه بلايا الأيام أو أن تنصب عليه مصائب الزمن، فتذره حطاماً في ناحية من حجرة يقاسي العنت والشدة، ثم لا يجد الأسى في زوجته ولا العون في أولاده؟ ولكن. . . آه، إن في الناس وحوشاً ضارية لا تشبع إلا أن تلغ في دم الأنسان، وأن تهش لحمه، وأن تفرى عظمه! يا لقلبي! لقد فزعت من داري لأنفض عن نفسي هماً واحداً فرجعت بهيمن: همي وهم هذا الحيوان المفترس الذي يتكفف الناس في غير حياء ولا خجل! فما أشد وقعك على نفسي. . . يا يوم العيد!

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>