والدكتور أحمد أمين بك رجل فكر ومنطق لا يعجبان الناخبين، وعندما يشاهدون ما يبدو عليه من الجد المئوس، وما يصطنعه أحياناً من التغافل، ينصرفون عنه إلى منافسه ويتركونه قائماً يعزى بـ (زعماء الإصلاح في العصر الحديث) وقد يدرك بعض الخلفاء أنه سيكون عضواً في كل لجنة من لجان المجلس الذي أنتخب له، وقد يكون رئيس لبعضها، فيعملون على محاربته ليظل قانعاً بلجان وزارة المعارف ولجان المجمع اللغوي واللجنة الثقافية بالجامعة العربية ولجنة التأليف والترجمة والنشر.
أما الأستاذ الزيات فتقف (الرسالة) في طريقه عقبة أي عقبة. . . إذا لا بد أن ينجم له في الدائرة (شعراء وكتاب) يريدون أن ينشروا في الرسالة ما تجود به قرائحهم من النظم والنثر، وقد يطلبون تغيير عنوان هذا الباب بحيث يكون (الأدب والفن) في الدائرة وعميد الرسالة لم ينشر لأحد من هؤلاء شيئاُ، والأدب والفن لن يخضعا للدائر. وهكذا تتعقد المسألة على احل فيقنع الأستاذ بظل (الكافورة) في المنصورة صيفاً ونظفر نحن بمجلسه في ندوة الرسالة إذا جاء الشتاء.
وأما الأستاذ العقاد فهو عضو بمجلس الشيوخ عن طريق التعيين، ولو أنه دخل الانتخابات لاصطدم بطلاب الوظائف ومطالب الموظفين من أهل الدائرة فالكاتب الجبار لن يرجو مخلوقاً لمخلوق، فإذا وصل الأمر إلى أن يطلب موظف نقله من أسوان فإن الأستاذ الكبير يعتبر ذلك إساءة بالغة إلى مسقط رأسه، فينسحب من الدائرة في الحال، ويكتب مقالاً بجريدة الأساس منذراً بسوء المآل.
إذا ما هو الطريق المفضي بأولئك الأعلام إلى البرلمان؟ عضوية الأستاذ العقاد بمجلس الشيوخ تبعث إلينا بصيصاً من الضوء، حقاً إنه ينتمي إلى حزب سياسي، والسياسية الحزبية تعين على تقديم الحزبين، ولكن ألست ترى إننا الآن قد أخذنا في عهد قومي جديد وجه إليه جلالة الفاروق، إذا أمر بتأليف الوزارة من جميع الأحزاب على أن يخلع رداء الحزبية في خدمة البلاد.
وقد أوشكت الدورة البرلمانية الحاضرة أن تنتهي، وسيجري الانتخاب في مجلس النواب ولثلثي مجلس الشيوخ، ولندع ذلك لنحصر النظر في الثلث الباقي من مجلس الشيوخ وهو