للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأدباء هاجمني على صفحات (المقتطف) لأسباب شخصية فرددت عليه بكلمة أوضحت فيها الدوافع الحقيقية لهذا الهجوم، وإذا كان هناك لون من ألوان الحقيقة فقد عرضت له في كلمتي الأولى ورفعت القناع عن كل ناحية من نواحيه. . . وإذن فكل ما يمكن أن يقال قد يل بالفعل، ولو كتبت كلمتي الثانية لما هدفت إلا إلى تأكيد ما جاء في كلمتي الأولى على ضوء الدليل المادي الذي لا يدفع.

بقي أن أقول لك ما دامت الحقيقة قد ذكرت فلا بأس من الاستجابة لغربات الساعين إلى الخير والداعين إلى الصفاء. . . ترى أتكره الصفاء في الأدب وهو الأمنية الكبرى لكل قارئ ولكل أديب؟ أم أنك أردت أن تثيرها زوبعة فكانت زوبعة في فنجان على حد تعبير الصحفيين؟!

أنور المعداوي

حول تعقيب:

عقب الأستاذ محمد غنيم في العدد (٨٣٤) من الرسالة الغراء على قول الأستاذ أنور المعداوي (لم أكن أعرف - لم تكن تتح) - بأن جزم بأن هذين التعبيرين بينا الخطأ وأوجب إلحاق لام الجحود، ولكنني لا أرى لجزم الأستاذ الناقد بالخطأ هنا محلاً وما كان استعمال القرآن لهذا التعبير بلام الجحود في موضع لينفي استعمال تعبير آخر يجري في مجراه بغير لام الجحود في موضع آخر، ولو حصرنا كل الشواهد في هذا التعبير - من القرآن الكريم - لرأينا كيف يتخلى عنه الصواب في رأيه هذا وجزمه. . . يقول الله تعالى في سورة هود (ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) ويقول في السورة نفسها (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك) ويقول في سورة العنكبوت (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك) ويقول في سورة الزمر (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون).

وإني أسوق هذه الشواهد وأجمعها إلى شاهدة لنقول إن وجود لام الجحود يتوقف على وجود الكون المنفي، ولكن وجود الكون المنفي لا يحتم وجود لام الجحود، ألا ما رأته الأذن العربية وأوحى به الذوق العربي السليم. والسلام. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>