للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفتحت أطالس الفرنسيين وعثرت على جامع الأشرف ورسمه وشكله فإذا بي أكون فكرة عما كان عليه المسجد قبل هدمه، ومن نظرة واحدة تعرفت على ركن قائم منه في زاوية من سور القاهرة في الجهة الشرقية من باب النصر.

ونظرت إلى الباقي منه أنادمه منادمة من يصبو إلى بانيه وواضعه، ويرثى لسقطة هادميه ويقول ألم يجدوا لقلاعهم وخنادقهم غير حجارة هذا المسجد!

وما الذي كسبوه بإزالة معالمه؟ لقد أصبح مكانه قضاء كساحة خالية، فأخذت أسير فيها وقد تملكتني رهبة، ثم مر بخاطري المنظر الآتي:

كيف جاء صاحب المسجد بعد زيارته لقبر قايتباي فكشف عن عمارة هذه المدرسة، ثم دخل من باب النصر وشق المدينة فكان آخر عهده بها إلى أن أحضرت جثته من الإسكندرية في شوال سنة ٩٠٦ في عهد الغوري فدفنت بتربة الأشرف قايتباى ثم تقدمت مماليكه (فقالوا لا ندفن أستاذناً إلا في تربته التي بباب النصر (فنقل إليها وهذه ثالث نقلة لجثمانه.

ومررت منذ مدة فإذا الركن الذي كان عالقاً بالسور عند باب النصر وبقى من هدم جيوش نابليون قد أزيل بدوره. وذهبت المدرسة وضاع الضريح. ويقول حارس الأضرحة إن جماعة يسكنون في جهة تحت الربع كانوا يدفنون موتاهم في أرض المدرسة ويقولون إنهم من سلالة الأشرف جانبلاط الرابع والأربعين من ملوك الترك، والثامن عشر من ملوك الجراكسة بالديار المصرية. قلت نعم وهو الذي تولى إمارة ركب المحمل المصري سنة ٨٩٤ وكان قاصداً (سفيراً) لدى بني عثمان سنة ٨٩٦ هجرية ثم نائب مصر بحلب ثم بالشام ثم أتابك العساكر المصرية بعد الأنابكي أزبك.

وانتهى أمره وأمر مدرسته وعهده وضاعت معالم قبره وتذكرت أبا الطيب المتنبي وقوله:

بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها ... وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمة

(شارع الأهرام بالجيزة)

أحمد رمزي

<<  <  ج:
ص:  >  >>