ومن وراء هذه الذكريات أستمع إلى الأصوات النشيطة والحركة الحية. . . السكون والظلام والذكرى كل ما أنا فيه، وما أقسى ما أنا فيه.
- ٦ -
وارتددت إلى البيت. . . كان في طريقي حين استقبلت البحر شعاعات وظلال وأغصان خضر لها براعم توشك إن تتفتح عنها. كان في طريقي، في هذه المرحلة، أنوار وآمال. . . أما الآن فأنا لن أرى، حين أستقبل البيت إلا الأشباح التي تتشح بالسواد ويلي من هذا السواد. . . لقد غام النور الذي كان هنا، ولكنه ترك هذه الدفقة المتدفقة التي تتوهج في أعماقنا.
. . . غروب ومعركة وموت. . . لقد غيب الليل كل شيء، وتركنا للذعة الوحدة وصهر الآلام. . . وما أطول الليل. . . أما الشمس التي غابت عن عيوننا فكل عزائنا أنها دائماً في قلوبنا.