للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرسالة الأولى التي لم تكن طبعت بعد، فإذا بالطالب يستعين بهذه الرسالة استعانة كلية دون أن يشير إلى ذلك، وأكبر دليل نلمسه أن الرسالة الأولى كان الاعتماد الأكبر فيها على مخطوطات لم يرها أحد في مصر لأنها في حوزته، ولم يطلع عليها أحد، ولا توجد هذه المخطوطات عند أحد سواه، فإذا بالرسالة الثانية قد امتلأت بنصوص أخذت من هذه المخطوطات. . . ونذكر كيف حضر صاحب الرسالة الأولى مناقشة الرسالة الثانية، فلما رأى هذا السطو تحدث مع أعضاء لجنة الامتحان في ذلك، فكانت النتيجة أن هدده الأستاذ قائلا: أتريد أن تعمل على فشل الامتحان؟!

ولعله من المؤلم أن تحدث هذه المهزلة أمام اثنين من كبار المستشرقين، ومن الطريف أن أحد أعضاء لجنة الامتحان أستفهم عن هذه المشادة، ومع ذلك لم يفعل شيئا!

واذكر أيضاً أن أستاذا سافر إلى أحد الأقطار فدعي لإلقاء عدة محاضرات في الإذاعة، فأرسل برقية إلى أحد المعيدين ليكتب له سلسلة هذه المحاضرات ويرسلها له بالبريد الجوي، وتقاضى الأستاذ مكافئته من الإذاعة في حين أن المعيد قد لقي بعد عودته جزاء سنمار!

واذكر هذا الأستاذ المشرف على بعض رسائل الماجستير يصرح في مجلس الكلية أنه لم يقرأ هذه الرسائل ولكنه يوافق عليها. . . واذكر ذلك الأستاذ الذي سطا على أحد أعداد سلسلة (اقرأ) وأخذ يملي منه محاضرات على الطلاب دون أن يشير إلى الكتاب زاعما أنها له، ولم يفطن إلى أن الطلبة كانوا اسبق منه إلى قراءة هذا العدد!

ولعل أهم هذه الأحداث التي تتعلق بالأمانة العلمية في الجامعة أن أحد المدرسين إذ ذاك ألقى محاضرة بدار الجمعية الجغرافية الملكية عن رأي جديد في النحو، فإذا بهذا الرأي يظهر في كتاب لزميل له دون الإشارة إلى صاحبه، وإذا بهذا الأستاذ النحوي يغضب ويخاصم زميله ويستشهد بالآية القرآنية: (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة، ولي نعجة واحدة). . . يشير بذلك إلى كثرة كتب زميله. . .

ولا ينسى الزميل الصديق الدكتور الشيال قصة هذه الكتب التي يوضع عليها اسم أستاذ من الأساتذة ومعه اسم تلميذ من تلاميذه على أنهما اشتركا في تأليف هذا الكتاب أو ذاك، فنحن نعلم من الذي ألف الكتاب ومن الذي استفاد منه. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>