للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الممثلة. أقول غير الممثلةلأن المفروض أن أصحاب الحرف التجارية والمهن قد مثلتهم في المجلس مائة مقعد، إلا أن الواقع يظهر أن كثيراً من المناطق لا يمثلها أحد غير مدينة لندن والجامعات القديمة. لقد تدهورت معنويات العامل الإنجليزي تدهوراً جعله غير مرغوب فيه عند الشعوب الأخرى.

والخطر الثاني: نمو سلطان الحكومة المركزي من أثر الحربين الأخيرتين، وفي سبيل القضاء على الطغيان الفاشي، قد جعلنا أنفسنا فاشيين: إن عبادة الدولة شر أنواع الوثنية. والشعب الإنجليزي يضع قوته في المجتمع لا في الدولة. لكن الدولة الآن تصول وتجول وتتجاوز كل حق موضوع.

والخطر الثالث هو اكتشاف قنابل الذرة، ذلك الاكتشاف الذي وضع سلاحاً رهيباً في يد الدولة وقوى سلطانها. ليس هنالك ما يدعو إلى الخوف من القنبلة الذرية الآن. ولقد بدا ذلك واضحاً في روسيا وألمانيا حيث عوملت الجماهير بأشد ما في الظلم والهمجية من معان. نقول لأنفسنا أحياناً: (إن أعمالاً من هذا النوع لا تحدث عندنا)، ربما كان ذلك صحيحاً.

لكن الخطر لا يزال موجوداً. إن الطبقات المتوسطة التي تحمي الحرية الشخصية آخذة في الفناء، والأحرار الذين كانوا في زمن سابق يحمون هذه الحرية أصبحوا في موقف سيئ لا يحسدون عليه. حينما كنت طفلاً كان الأحرار يعيرون المحافظين بأنهم حزب بليد. لقد جنوا على أنفسهم وهم يفسحون المجال للامتيازات والآراء الحديثة. ويذكرنا ذلك بقول جلادستون (لن يمكن للشيوعية الاشتراكية إذا قدر لها أن تكون في هذه البلاد غير حزب الأحرار). وهربرت سبنسر كان يرى أن الاشتراكية ربيبة الأحرار أيضاً.

إنني أرجو أن يكون في إنزال إله المال عن عرشه، بعد أن أصبح صفر اليدين، بعض النفع للطبقات التي هي خليعة بذلك وكانت محرومة. إن كل ما يطلب هو إزالة ويلات الحرب، وليس ذلك - في اعتقادي - بعزيز. ومن يدري فلعلنا في مطلع عصر مظلم رهيب. حينما يوجد الأمل توجد الحياة. والغرب لم يفقد آماله. إننا نجتاز أعظم كارثة حلت بالبشرية، ولكن كل تحد - ما لم يكن مدمراً - يترك رد فعل. وقد برهنا على أن في استطاعتنا احتمال الآلام دون مضض أو تذمر أو تراجع.

ليكن هذا كل ما أريد قوله. لقد علمتني الحياة ما كنت خليقاً بتعلمه منها. لقد كنت طموحاً،

<<  <  ج:
ص:  >  >>