كذلك يجب اهتمام النشء برشاقة أجسامهم، فحذار ثم حذار من السمن الذي يشوه الشباب، فضلاً عن أنها مضرة بالصحة إذ تسبب مع الزمن أمراضاً كثيرة للجسم. .
ويا حبذا لو شجعوا ميول الشباب منذ الحداثة إلى الفنون الجميلة!. فإذا آنسوا مثلاً ميلاً في طفل إلى عادة التصفير لقّنوه الموسيقى. . وإذا رأوا في آخر حب إقتناء الصور علموه الرسم. .
اذكر بهذه المناسبة الواقعة المؤلمة الآتية التي حدثت منذ سنوات قليلة لأحد طلبة الطب الشرقيين في لوزان:
كان هذا الطالب يكشف على مريض تحت إرشاد أستاذه، فلم يرق للأستاذ طريقة نقر الطالب على بطن المريض، بل وجدها غليظة فقال له:
انقر على بطنه كأنك تلعب على البيانو. .
فأجاب الطالب: ولكني لا أعرف البيانو. .
- إذن أي فرع من الموسيقى تعرف؟.
- لم أتعلم الموسيقى بتاتاً!!.
- إذن كيف قضّيت شبابك؟.
فخجل الطالب ولم يعرف كيف يجيبه. .
كذلك علينا أن نوفر على النشء في المستقبل، مشاهدة بعض المناظر المؤلمة في مجتمعنا الحاضر. .
ويا لله مما في مجتمعنا من مضحكات!.
هذا مغرم بالمظهر. . يقتني سيارة فخمة تبهر الأنظار، بينما الدجاج يسرح في حجر داره. . وأثاثه ليس له طراز معروف، وإنما هو طراز (الشيخ أحمد) كالذي يفرش في المآتم والأفراح. .
وذاك يبني داراً فخمة، فلا يترك مكاناً لحديقة، إذ ماله ومال الأزهار والأشجار وهي لا تزيد على كونها حشائش في نظره تنبت بكثرة في أطيانه الواسعة؟. .