للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

للمستأجر فلا يُظلم، وكفلت الرعاية للأجير فلا يُستغل. أما أن تعرفوا نائبكم هذه المعرفة، ثم تنتخبوه على هذه الصفة، فذلك ما لا يسيغه عقل ولا تسوغه مصلحة.

فقال الحاج: ألحق أننا لا نعرف ما هو البرلمان , لا ماذا يصنع النواب فيه. كل ما نعلمه أنها رجة تعتاد البلاد من حين إلى حين، فينشط مؤذنو القرى ومعلموها في الدعوة إلى فلان أو فلان، ثم تقوم المآدب والخطاب هنا، وتنشب المعارك والشتائم هناك! ثم لا يكون الانتخاب آخر الأمر إلا بإرشاد المأمور، أو إكراه المالك، أو إيحاء العمدة، أو إغراء الجنيه!

فقلت في نفسي: ذلك هو الواقع. ومتى عرفت الأمة أن لها السلطان، وأن سلطانها معناه البرلمان، علمت الناخب كيف ينتخب، وأرشدت النائب كيف ينوب!

ابن عبد الملك

<<  <  ج:
ص:  >  >>