وبعد فذلك وجه من وجوه أزمة القبول في دور العلم، وهو من أوجهها الخفية البعيدة، وما أرى للداء دواء غير أن يقتلع من جذوره بتسيير العلم لطلابه وتعليم الراغبين في التعليم! وإنه لمن تضييع الفوائد أن يهمل هذا الإقبال الشديد الدال على شدة الرغبة والتعطش دون انتهازه للقضاء على الجهل والأمية، ومن الحمق أن نصد الصغار عن التعليم لنكافح الجهل والأمية فيهم كباراً.
إلى معالي وزير المعارف:
كتب إليّ أحد إخواننا المدرسين يقول إنه حرر (الاستمارة)
التي اعتاد أن يكتبها في أول كل عام دراسي، لطلب تعليم
أولاده بمصروفات مخفضة، وله ثلاثة أولاد في روضة
الأطفال فردت منطقة القاهرة الشمالية (الاستمارة) بعد أن
كتبت عليها:(معاد إلى حضرة الأستاذ. . . للعلم بأن قرار
مجلس الوزراء بتاريخ ٢٣١٤٩ لا يعطي الحق في التماسه
هذا إذ أن الإعفاء من المصروفات للمدرسين لا ينصب إلا
على التلاميذ المقيدين بالمدارس الثانوية وما في حكمها. مع
قبول الاحترام).
ومعنى ذلك حرمان المدرس المنحة التي كانت تجري عليها الوزارة في معاملة أولاد المدرسين برياض الأطفال، والتي تقضي بأن يكون الولد الأول بمصروفات كاملة وأن يعفى الأربعة الذي يلونه من نصف المصروفات ثم يعفى من يلي هؤلاء إعفاء كاملاً. فكيف أقدمت وزارة المعارف على ذلك وهي التي تعمل على التخفيف عن المدرسين في نفقات أولادهم المدرسية؟.