لست في مجال الإحصاء للمفاخر والمآثر فتلك أمور يسأل عنها كتاب التراجم وكتاب التاريخ، ولكنني في مجال التحية القلمية للعاهل العظيم بمناسبة انقضاء مائة عام على وفاته، وإنها لذكرى تستحق البقاء في كل نفس من نفوس هذا الشعب الذي كافح محمد علي من أجل بقائه، وكافح من بعده أبناؤه وأحفاده من أجل خيره وسمعته وسيادته. . . اليوم وبعد تلك الأعوام المائة ننظر إلى البناء الذي أقمناه بجهادنا على أرضالقومية المصرية، فلا نملك إلا أن نذكر واضع الأساس الأول في هذا البناء، وغداً حين نواصل السير في الطريق الذي نتشوف إلى بلوغ منتهاه، سنرتد بأفكارنا إلى الوراء نلتمس الهدى من تاريخ رجل هو قدوة السائرين في كل طريق.
لقد كان محمد علي مصرياً بالطبع والسليقة وإن لم يكن مصرياً بالمولد والنشأة. وأعظم بهذا المصري الذي شغلته مصر عن وطنه الأول وعن كل ما عداه من أوطان، وأعظم بهذه المصرية التي ألقى صاحبها العظيم في سبيلها من المحن ما لم يلقه إنسان!.