افعل ذلك بحق الفن. . وفي الانتظار، تقبل تحيات المخلص المعجب:
سعيد كامل
كلية الآداب - قسم الفلسفة
هذه رسالة من بضع رسائل تلقيتها حول قصة الدموع التي شابت. إنها تعبر عن رجع الصدى العميق الذي هز قلوب ومشاعر وتنوب عن بقية الرسائل في إظهار المحور النبيل الذي تدور حوله رغبة ورجاء.
يا صديقي الذي كتبت إلى. . لقد كنت أود أن أقص عليك وعلى الناس قصة ذلك الإنسان البائس، ولكن هناك أحياء سينفجر مداد القلم دماء جراحهم إذا ما كتبت!. إن وراء السطور مأساة نسج خيوطها القدر، وقام بإخراجها الزمن، واشترك في تمثيلها بعض الناس. . فيهم الشيطان الغادر، وفيهم الملاك الطاهر، وفيهم الإنسان الشهيد! أما المسرح فقد كان هناك. . في الإسكندرية، وأما النظارة فقد كانوا هنا. . . في القاهرة، كانوا فرداً واحداً يستمع إلى القصة تنقل إليه على أمواج الأثير في كلمات، ولكم تناول هذا الفرد الواحد قلمه ليجفف الدموع التي فاضت. . . ولكنها شابت!!
وها هو ذا يحاول اليوم أن يكتب القصة، ولكنه يقف حائراً بين أمرين: رغبة القراء. . . ولوعة الأحياء! ترى هل يرضى الفن فيستجيب لدعائه، أم يخضع لصوت الضمير فيقبض قلمه إلى حين. . . إلى تهدأ الرياح، وتلتئم الجراح، وتتكسر أمواج المحنة على شواطئ النسيان!؟
إنني في انتظار الرأي من كل صاحب رأى. . . وعلى الذين ينشدون عرض المأساة على صفحات الرسالة أن يقدروا هذه الحقيقة وهي أن هناك أموراً على جانب من الخطورة ستذكر، ولا آمن إذا ما اطلع عليها أصحابها أن يتهدم بيت وتتحطم أسرة!!
أدبنا بين المحلية والعالمية:
أسمع صيحة تتردد على الشفاه أحياناً، ثم تنتقل من الشفاه إلى الورق أحياناً أخرى؛ أعني أنها تنتقل من ميدان الحديث المسموع إلى ميدان الرأي المكتوب. . وجوهر الصيحة أو