وبرغم الأبحاث المتوالية والجهود الجبارة التي قام بها العلماء في مختلف جهات العالم، لم يعثر إلا على بقايا فرد واحد من العنصر الذي عاش في عصر البليوسين، وجد في منطقة ترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو ٥٠ قدماً وتقع على الساحل الشرقي لنهر بنجوان في أواسط جاوة، وقد عثر عليه شاب هولندي طبيب ذهب إلى جاوة سنة ١٨٩١ واثقاً من عثوره على ما يدله على خطوات التطور الإنساني في هذه الجهة.
وكانت شواطئ نهر البنجوان غنية بالهياكل المتحجرة لحيوانات بائدة، ولذلك استرعت هذه الجهة نظر الطبيب الشاب فوجه بحثه إليها.
الحلقة المفقودة
وبعد بحث وحفر طويلين وجد هيكلاً لمخلوق غريب أطلق عليه اسم أي الإنسان القرد، إذ أنه قد ظن أنه وجد بقايا من يتكلم عنه الناس أجمع ولم يروه، ألا وهو الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان.
وقد ظهر أن هذه الطبقة الأرضية التي وجدت بها بقايا هذا العنصر أو المخلوق لم تتكون إلا في أواخر عصر البليوسين، ولذلك يمكننا أن نقول أنه إذا كان هذا الإنسان القرد عاش هو وأخوته وأعمامه وأخواله وكل أفراد عائلته في جزيرة جاوة في العصر الذي تم فيه تكوين طبقات شرق انجيليا، فإنه يمكننا أن نقدر لعصره عمراً يتراوح بين ٢٠٠ و٣٠٠ ألف سنة.
بعد أن قدرنا هذا العمر لهذا المخلوق العجيب يجب علينا أن نبحث لنعرف نوع هذا المخلوق وأصله. فما الذي وجدناه منه؟
كل ما عندنا من آثار: غطاء الجمجمة، عظمة فخذ، ثلاث أسنان منها ضرس من أضراس العقل.