للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يتعارفا من أول الأمر؟

وفي المنظر الأخير قبض على جميع المحتالين وسيقوا إلى السجن ماعدا سفرت مع أنه شارك في حوادث السرقة. . وللمؤلف المخرج في هذا أيضاً حكمة، وهي أن يظهر سفرت في مظهر البطل المحبوب الظافر بحب الفتاة الأنيقة بحيث يكون هذا حسن الختام! ولا شك أن القصة لا تشويق فيها ولا غاية لها، بل إن الفلم يعرض السرقة والقمار عرضاً إن لم يكن محبباً فيهما فهو غير منفر منهما. فلم إذن هي؟ المعتاد في أمثالها أن تحشى بما يسترها من نحو غناء أو رقص، ولكنا هنا لم نر إلا منظراً قصيراً جداً فيه رقصة بدوية تافهة وغناء غير مطرب، على أن هذا المنظر كان بمثابة رقعة في الفلم. ولست بحاجة للإشارة إلى فقر الفلم في المناظر فكل شيء يجري في الفندق حتى مله النظر، وانعدام الجمال حتى في الممثلات، فالفتاة التي قدمت على أنها أنيقة حسناء لا حسن فيها وفمها لا يفضل فم إسماعيل يس. . . وتحية كاريوكا لم ترقص!

والواقع أن الفلم قصد به عرض شكوكو. وشكوكو يكرر حركاته وكلماته المألوفة مثل (وحشة دي!) و (يا خرابي!) وقد أكثر من الكلمة الأخيرة أنها كانت تصلح اسماً للفلم بدل (أوعى المحفظة) إلا يكون المراد التحذير من أن ينفق شيء من المحفظة في مشاهدة الفلم. وليس هناك شيء ظريف غير حسن فائق الذي كان يمثل دور المخبر السري للفندق، وهذا الممثل يكون ظريفاً في الأدوار التي تلائم شخصيته وكان كذلك في هذا الدور، وإن كان الدور نفسه رقعة أخرى في الفلم. ومحمود إسماعيل ممثل قدير في أدوار الشر. ولكنه أحد الذين يأبون أن يقتصروا على ما يحسنون، فيعمدون إلى التأليف والإخراج ليجمعوا الفن من أطرافه!

عباس خضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>