للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الفكر الأممي. يتحتم علينا - كي نتجنب الأخطاء في سياستنا وعملنا الإداري - أن ندرس ونستحضر في الذهن هذا الخطر الحالي من الرأي وهو أخلاق الأمم وميولها.

إن نجاح نظريتنا في موافقتها لأمزجة الأمم التي نتصل بها، وهي لا يمكن أن تكون ناجحة إذا كانت ممارستها العملية غير مؤسسة على تجربة الماضي متصلة بملاحظات الحاضر.

والصحافة التي في أيدي الحكومات القائمة قوة عظيمة، بها تحصل على توجيه عقول الناس، فالصحافة تبين مطالب الجمهور الحيوية، وتعلن المسالمين، وتولد الضجر أحيانا في الغوغاء. وفي الصحافة تحقيق مولد حرية الكلام، غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة المناسبة، فسقطت في أيدينا. ومن خلال الصحافة أحرزناً نفوذاً وإن ظللنا نحن من وراء الستار. وبفضل الصحافة كدسنا الذهب، ولو أن ذلك كلفنا أنهارا من الدم: فقد كلفنا مفاداته بكثير من بني جنسنا ولكن كل فدية من جانبنا تقوم بآلاف من الامميين عند الله.

تعقيب على المترجم

أما كارل ماركس فهو صاحب مذهب (المادية الثنائية) وتترجم أحياناً (بالمادية الجدلية) تجوزاً، وخلاصة مذهبه أن المادة أزلية متحركة بذاتها منطوية على كل العناصر التي تخلق منها الحياة والعقل وما إليها حسب الطبيعة الكامنة فيها، ومن قوانينها اجتماع الأضداد وتنازعها حتى يغلب أحدهما الآخر، والمغالبة باقية أبدا، وكل صفة من الكيف تنشأ عن صفة في الكم. وهكذا نشأت الحياة والعقل وما إليهما من الأشياء التي تعد غير مادية في العرف، ومؤدى ذلك أن لاشيء في الوجود إلا المادة، فليس ثمت إله ولا أرواح غير المادة، ومن ثم تبطل الديانات جميعاً. وهذه هي نهاية المذهب الذي أخرجه عقل ماركس اليهودي المتنصر، ومن وراء ذلك الشيوعية التي أساسها إنكار الروحانيات وإنكار الامتيازات فلا فرق بين رجل ورجل ولا بين رجل وإمرة. ولا قيمة لشيء لا يقوم، المال با فلا قيمة للفنون ولا الفلسفات ونحوها، ولا سعى إلى هدف غير سد حاجات الإنسانية البدنية، ولا حكم لشيء غير البدن وحاجاته الغليظة. . .

وأما نتشه فقد طبق مذهب التطور الداروني في الأخلاق ونادى بمذهب القوة. فالتنازع سنة الحياة ولا يبقى إلا القوي؛ والأخلاق نوعان أخلاق السادة كالشجاعة والخداع والقسوة

<<  <  ج:
ص:  >  >>