وهنا يكرر الفتيان والسفهاء هذا البيت الخير، ثم يستمرون في عربدتهم وسخفهم، حتى يلجئوا النبي إلى حائط، وقد أدموا رجليه. . . فحين يرجع عنه السفهاء ويصيبه بعض الاطمئنان يتجه إلى ربه قائلاً.
محمد:
(اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، اللهم يا ارحم الراحمين! أنت رب المستضعفين وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدوٍّ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي. ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحل بي سخطك! لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة غلا بك).
وهنا يرى عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة ما حل بالرسول فتتحرك الشفقة عليه في قلبيهما، ويدعوان غلامهما النصراني وأسمه (عداس)، قائلين له:
عتبة وشيبة:
عداس خذ عنباً من بعض كرمتنا ... وأعطه - في حنان - ذلك الرجلا!
إنا نرى الجوع يبدو من نواجذه! ... فما تبلغ من زاد ولا أكلا
إن المروءة تأبى أن نجوعه ... وأن يقال: غريب بيننا هزلا. . .!
ثم يذهب (عداس) إلى النبي ويضع طبق العنب بين يديه فيبدأ النبي يلتقط حبة منه قائلاً. بأسم الله. فينظر (عداس) إلى وجهه ثم يقول