للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الوقوع فيه، وذلك لإفلاسهم وخلو جعبتهم من المادة اللغوية. ومثال ذلك قول عبد الله فكري:

مشير صدق بحزم الرأي قد عرفت ... أفكاره بين باديها وخافيها

لا تنثني عن صواب الرأي رغبته ... لرهبة كائناً ما كان داعيها

فذكر في البيت الأول (حزم الرأي) وفي البيت الثاني (صواب الرأي) فالظاهر أن الرجل لم يجد أمامه في هذا المقام غير كلمة (رأي). وقد جاء بهذه الكلمة في مطلع القصيدة فقال:

رأى الخليفة فيه رأي حكمته ... وللملوك صواب في مرائيها

رآه أجدر أن يرعى رعيته ... وأن يقوم بما يرجوه راجيها

فهو بهذا قد استخدم كلمة واحدة في ثلاثة أبيات. وفضلاً عن ذلك فإنه أتى بالفعل (رأى) وهو مشتق من الرأي وذكر كلمة (مرائي) وهي من نفس المادة. وكل هذا في قصيدة عدتها ثلاثة عشر بيتاً.

وقال أبو النصر:

فهو المليك الذي عمت مآثره ... وفائض الجود من جدواه إمداد

المفرد العلم الأسمى علا شرفاً ... وفاض بحرفكم ترجوه وراد

كالغيث جاد بما يغني الأنام بلا ... من، فجدواه إنجاز وإيجاد

فاستخدم كلمتي (فائض) و (فاض) وهما من مادة واحدة. وكرر كلمة (جدوى) وأتى بالفعل (جاد) وهو من كلمة (الجود) المذكورة في البيت الأول وهذا ضعف لغوي لا يحتاج إلى بيان.

واستخدم بعضهم كثيراً من الكلمات الفرنسية والتركية. ومثال ذلك قول صالح مجدي:

وعند صياح الديك قام مودعاً ... فقمنا وودعنا وقلنا له (مرسي)

وقوله في وصف إحدى القلاع:

فكم بسنيون ثابت الأصل محكم ... يلوح بهاتيك الحصون المهمة

وقوله:

منه طوبجية تبيت الأعادي ... من تعدى نيرانها في عديد

وكبورجية لها كل فخر ... في جميع البقاع بين الجنود

وقوله:

<<  <  ج:
ص:  >  >>