للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد تخلص الليثي من هذا المأزق بقوله بعد أن ذكر بعض مظاهر الحضارة:

وسائل النيل يجري في شوارعها ... له على كل باب أم تذليل

فاستخدم عبارة (سائل النيل) وبهذا حل الإشكال. وأطلقوا على القضبان التي يسير عليها القطار اسم (أخاديد الحديد) و (طرق الحديد) قال صالح مجدي:

أما أخاديد الحديد فإنها ... قد انتشرت للقطر فيها مغانم

وبصنعها سكك الحديد مديدها ... أضحى لوافر نفعها ما أقصره

وقال علي فهمي رفاعة:

علمت بذا طرق الحديد فأطرقال ... وأبور رأساً جد في ارعاده

وقال أبو النصر:

وأمد بالطرق الحديد صعيده ... والسلك في أخباره كل المنى

وأراد بالسلك (التلغراف).

ويلاحظ أن كثيراً من هذه الكلمات كان يستخدم في النثر. ولم يجد الشعراء بداً من استخدامها في الشعر بيد أن بعضهم رأى أنها تفسد النظم فتعصب ضدها ولم يذكر منها شيئاً في قصائده. ومن هؤلاء الساعاتي. وكان صالح مجدي وسلامة النجاري أكثر الشعراء إيراداً لمثل هذه الكلمات.

وكان من شعراء هذا الدور من يستخدم بعض الكلمات العامية. ومثال ذلك قول أحمد عبد الغني:

ولا وقت الجلوس على القهاوي ... ولا وقت التغافل والتغابي

والصواب أن يقول (المقاهي).

وقد حافظوا على ما ورثوه من الأجيال المتقدمة من الحرص على الصناعة اللفظية واستخدام البديع بأنواعه المختلفة ولاسيما الجناس والطباق، وقد شاعت في هذا الدور التورية باسم الخديو (توفيق) ومثال ذلك قول الساعاتي:

بلغت (بتوفيق) العزيز مآربي ... فبالغت في حسن الثناء تشكرا

وقول عبد الله فكري يمدح إسماعيل وشير إلى قانون الوراثة:

نهضت (بتوفيق) العلي ولم يزل ... بعينك عون الله في حيثما تسري

<<  <  ج:
ص:  >  >>