وهناك حكايات لا نحصى ضربها المسيح مثلاً لتلاميذه وسامعيه.
والقرآن ما خلا من هذه الحكايات. خصوصاً الحكايات الواردة في التوراة.
من حكاية سفر التكوين، إلى حكاية سقوط الملائكة، إلى حكاية زكريا، إلى حكاية مريم بنت عمران وربك نفسه قال في سورة يوسف:(آنا أَنزَلناه قراناً عربياً لعلكم تَعقلُون. نَحْنُ نقص َعليكَ أَحسْن الَقصَص ِبما أَوحْينا ِإليْكَ هذا القُرآنَ وإن كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الغافِلينْ إذ قال يُوسُف لأبيهِ يا أَبت إني رأيتُ أَحدَ عَشَر كوْكباً والشَّمسَ والقمرَ رأيتهُم لي ساجدينْ) فان قول ربك: (نحن نقص عليك أحسن القصص) دليل ناطق على أن القرآن لا يخلو من الرواية.
ولماذا يخلو من الرواية؟. أتكون الرواية نقيصة؟. أليس من شانها تهذيب النفس ورد الخاطئين إلى الله اتعاظا بما سبق ونال الضالين من عقاب وقصاص كما أتفق لعاد وثمود؟. .
فلا غضاضة إذا على الكتب المقدسة، والقرآن منها، إذا حوت الروايات؛ وفي الروايات عظات بليغة. ولا حاجة لقول الأديب الدمشقي عن التوراة والإنجيل:(صاحب البيت أدرى بما فيه!. . .)، فلا مجال في بحثنا للطوائف والنيل من الأديان.
فالحديث حديث أدب، والطائفية في واد ونحن في واد، وكل قصدنا مما قلنا أن الرواية تتغلغل في أي مكان، في الكتب المقدسة وفي سواها. كل قصدنا أن نقول إن الرواية انبثقت بانبثاق الكون، وأنها أدب كل يوم. كل قصدنا أن نحث أدباء العرب على الاشتغال بالفن الروائي، فان آثار هذا الفن تكاد تمحى في الأدب العربي.
أما أن نكون رمينا إلى الحط من منزلة الكتب المقدسة، فذلك مما لا نفكر فيه ولا يحق لنا أن نفكر فيه، فنحن نحترم هذه الكتب، وكيف لا نحترمها والملاين من البشر تدين بتعاليمها، وتؤمن كل الأيمان بآياتها؟. .
والكتب المقدسة تطبع العقول على الخير، وتثقف النفوس وتقودها في الطريق السوي، وإذا
كان بعضنا يرتاب في أصلها وطريقة وضعها ورموزها فليس له أن يعلن هذا الارتياب لئلا.
يؤثر في عقول العامة ويخرج بها عن إيمانها وتقواها، ويثير في قلوبها الشكوك. فلولا