عظمته. وهذه الشخصية تستمد قوتها من عذوبة روحه، وعظمتها من
سمو نفسه، وجاذبيتها من سهولة طبعه، فهي قهارة من غير قهر،
وجبارة من غير جبروت!
والشخصية توهب ولا تكسب. والرجل من غيرها كتاب من غير عنوان، ووجه من غير ملامح وطه منذ أيفع كان بارز الوجود ظاهر الطابع مستقل الرأي في درسه وفي مجلسه وفي عمله يقول ومن طبيعته أ، يفعل، ويقضي ويرى من كرامته أن ينفذ فإذا عوَّقه عن فعل ما قال أو تنفيذ ما قضى معوق من طبائع الأشياء أو من خلائق الناس، تجمعت قواه كلها على هذا المعوق لتزيله، كما تتجمع كرات الدم المدافعة على المكروب الواغل لتبيده. ومثل هذا الخلق لازم للحكم في هذا العهد الذي شُغل فيه الحاكمون بالشكل عن الموضوع وبالوسيلة عن الغاية؛ وهو لوزارة المعارف ألزم؛ لأن الجهل هو مشكلة المشكلات اليوم في مصر. فإذا لم يقيض الله لحلها رجلا كمعالي الدكتور طه عاش بالعلم وللعلم، ظل بناؤنا على غير أساس. وسعينا على غير بصيره