للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والنشأة والتربي.

يرى المتتبع هذا الديوان أسماء لمواطن وأوصافها لجهات معربة بالقاهرة وضواحيها حتى اليوم، كما يكشف هذا الكتاب عن الحالة الأدبية في العصر الفاطمي وكذلك المذاهب الإسلامية والحال المذهبي في ذلك العهد. والاحتفاظ بهذا الديوان ضروري للتاريخ والأدب المصريين ولاسيما إذا عرفنا أن العصر الفاطمي قد ذهب آثاره وانطوى سجل التاريخ على مخلفاته. فلم يفتح إلا إلى منها. فقد تقرأ في المصادر التاريخية أن مائة من الشعراء هجوا أو رثوا أو مدحوا أحد الخلفاء الفاطميين. ثم لا تجد هؤلاء الشعراء ولا أشعارهم فقد أحرقت مكتبات وضاع بعضها بين: الحوادث وأعاصير الانقلاب السياسي. فكل ورقة نعثر عليها تعد ذات قيمة غالية بالنسبة لموضوع الأدب المصري بالذات. هو الذي دفعني لتقديم الكتاب إلى الحكومة المصرية بمناسبة العيد الألفي للقاهرة والأزهر.

وقد عينت الحكومة منذ اثني عشر عاما لجنة من أعلام الأدب في مصر لمراجعة هذا الديوان. ثم انتهى الأمر بإقرار طبعة ونشره وتولت دار الكتب القيام بذلك. ولم يحل دون إتمام الطبع وإنجازه سوى أزمة الورق أثناء الحرب الأخيرة. وكانت تلك اللجنة الموقرة مشكلة من الدكتور عبد الوهاب عزام بك والدكتور طه حسين بك والأستاذ أحمد أمين بك.

ولما عدت إلى القاهرة لتشكل فرع لمؤتمر العالم الإسلامي الدائم رأيت أن أضيف إلى عمل لخدمة الإسلام جهداً أدبياً آخر وهو أن أذكر إدارة دار الكتب بمعاودة العمل على نشر ديوان تمم. وقد أبدت دار الكتب نشاطاً ملحوظاً في استئناف طبع الديوان وقطعت في ذلك شوطاً كبيراً. ولعل في هذا ما يبعث الطمأنينة إلى من ينتظرون صدور هذا الكتاب. سواء أكانوا من الحريصين على ترقب كل جديد خمن الأدب المصري. أم كانوا من طلبة كلية الآداب باعتباره مادة من موضوع الأدب المصري ومثالاً من إنتاج القومية المصرية. فإني أول من يرى في هذا الديوان ظاهرة جديرة بالنظر وهي أن تميم مع كونه نشأ في بلاد المغرب وتلقى ثقافته الأولى في مهد آبائه وأجداده نراه ما يكاد يحل بمصر حتى تصبح وطنه وأنشودة آماله وأغنية أحلامه وقبلة تفكيره. فكأنه قد نسي كل شيء في وجوده ليذكر شيئاً واحداً هو أنه في مصر التي تعيش بها ويترجم عن حبه لها وشعوره بجمال الحياة فيها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>