للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثم ذكر حقيقة قد أغفلناها نحن وطال إغفالنا لها حتى كدنا ننساها كل النسيان، وذلك أننا نحمل الطفل من الدروس أكثر مما يطيق، ونعطيه من المواد فوق ما يحتمل، فإذا عجز من تحملها أضفنا إليه أعمالا أخرى فنأتي له بالمدرسين الخصوصيين ونحبسه مع كتبه في حجرة بعيدة عن الآخرين، ونضطره إلى البقاء حبيساً حتى تعتل صحته البدنية ونحتل قواه العقلية وتفسد أخلاقه، وربما أدى به الحال إلى السير في طريق الفساد والآجام دون أن يبلغ ما حبس من أجله وهو الشهادة المرجوة والنجاح المأمول.

إن الشهادة ليست بذات قيمة كبيرة ولا تستحق منا هذا الاهتمام الذي يجعلنا نسلب أولادنا صحة أبدانهم ونفقدهم عقولهم ولو كان هذا من أجل علوم الدنيا مجتمعة.

وقد قال المندوب! إننا لم نترك حجراً على حجر في هذه الناحية إلا قلبناه ونقبنا حوله، حتى أصبحنا نؤمن إيماناً كاملاً بأن نما النفس والروح لا يتم إلا على إنما الجسم - والمثل يقول العقل السليم في الجسم السليم - ويقول: أطعم الجسم العاري هواء نقياً وشمساً مشرقة، تكن بذلك قد غذيت الروح وطهرتها من الشوائب، أما لو أهملت الجسم فانك تقتل الروح وتفسدها.

ثم عرض المؤلف لكثير من أراء مندوبي كثير من الكواكب التي تخيلها قد حضرت المؤتمر لهذا الغرض النبيل، لا داعي لذكرها هنا حيث أن كل المناقشات كانت تنصب على هذه الأغراض المهمة.

والحق إن واضع الكتاب استطاع أن يصوغ آراءه الجديدة في صور هزلية واستطاع أن يضحك من نظم التعليم الفاسدة في غير تعرض لأحد أو مسا بأي دولة.

هذا كلام قبل عشرين سنة وقد ظهر فساده ولكننا نحن في مصر لا زلنا متمسكين به رغم اعترافنا بفساده وعدم ملاءمته للطرق التربوية الحديثة: فمتى يا ترى نقلع عن هذه الأخطاء ونصلح هذه المفاسد التي تضيع كثيراً من المواهب وتقبر كثيراً من العبقريات إننا نتوجه إلى القائمين بأعمال التربية والتعليم وعلى رأسهم عميد الأدب المربي الكبير معالي الدكتور طه حسين بك وزير المعارف أن يعيدوا النظر برامج التعليم على ضوء النظريات الحديثة، والله ولي التوفيق.

عبد الموجود عبد الحافظ

<<  <  ج:
ص:  >  >>