في فيلسوفنا العظيم لطفي السيد باشا إذ كان وزيراً للخارجية ولم تشغله مهام منصبة عن التعمق والتأليف. لقد كنت أنت نعم القدوة الحسنة؛ فإنك إلى جانب تأديتك تلك الرسالة النبيلة. وهي التعليم لا تألو جهداً في التعمق والبحث وتأليف تلك الدرر الثمينة في عالم الفلسفة! فجاء بحثك يا سيدي قيماً للغاية بعد أن نفحت فيه من روحك الوثابة، ونفثت فيه عصارة عقلك الجبار وحيويتك المتدفقة.
ولن أطيل الكلام يا سيدي، فإنك فوق أن تمدح، وفوق أن يثنى عليك. وإذا كان النهار في حاجة إلى دليل كان فضلك وعلمك في حاجة إلى بيان.
فإليك أتقدم بتلك الهمسة من شكري وتقديري. ويكفيك فخراً يا سيدي أنك خلقت عقولاً ناضجة تسعى إلى المعرفة وأوجدت نفوساً متعطشة للبحث.
فوزية مهران عيسى
طالبة توجيهية
حيرة مسجد
أنشئ من نحو عامين بمدينة الأقصر مسجد من أفخم المساجد وأعظمها رونقاً وهو تحفة نادرة المثال، فقد تواءمت فيه قداسة الدين وروعة الفن فكان آية واضحة تنم عن سمو وذوق متأتية سواء من اختمرت الفكرة في نفوسهم ومن أبرزها في عالم الحس، والعيان فهم جميعاً أحرياء بالشكر جديرون بأبلغ الحمد والثناء. ولئن كانت مدينة الأقصر بمظاهرها الفخمة وآثارها العظيمة ومعابدها الكثيرة وذكرياتها الحافلة بالمسجد إلا إنها قد ازدانت بهذا المسجد وازدادت به روعة وجمالاً، وذلك المسجد على ما به من مهابة وقداسة وما اجتمع إليه من جلال بهاء، معطل لم تقم فيه شعيرة من شعائر الدين؛ لأن جهات الاختصاص تتهرب عنه وتتبرأ منه، فوزارة الأوقاف لا تقبل الأشراف على إدارته لأنه لم تحيس عليه أعيان تتقي غلاتها بنفقاته ولا شيء من ذلك. ووزارة التجارة والصناعة وهي التي أنشأته نحواً من أربعين ألف جنيه لا تقبل أن تتحمل نفقات إدارته؛ وحسبها فيما يقال أنها أنشأته وأضافت به إلى مدينة الأقصر مظهراً من مظاهر التجميل والتحسين. ولقد اصبح المسجد حيران متعطلاً عنه بقرض وزارة الأوقاف والخيرات، وتجفوه وزارة