للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيها من انطلاق وعبث الظروف. .

وإلى هنا نقف مع محاسن هذا الكتاب، فما هي مآخذنا عليه؟ يبدو لي أن ميل الأستاذ خصباك إلى دراسة المجتمع يغلب فنه القصصي في بعض الأحايين فتختفي روعة القصة، وينفرط السلك القصصي، وتبدو القصة أشبه شىء بتجربة طبيب نفساني. . ولولا مقدرة الكاتب على إنشاء الفن القصصي لا نهدم صرح أقاصيصه إنهداماً تاماً. .

وكم وددت لو ألقى الأستاذ عن عاتقه ذلك القانون الصارم الذي سنه لنفسه إذن لأنشأ قصصاً رائعة كل الروعة، ولكان غير ما هو الآن في بعض أقاصيصه.

فلأجدر بتلك الموهبة القصصية المتوقدة أن تنطلق في ميدان الحياة من غير قيود، فالأجدر بتلك الموهبة القصصية المتوقدة أن تنطلق في ميدان الحياة من غير قيود، وتسبح في أجوائها من غير وازع، وتلقط الصور من غير تمييز. . وذلك الميل الجارف لدراسة المجتمع يضفي على أشخاص المؤلف بعض الندرة؛ فإنا لا أنكر أن أشخاصه جميعاً موجودن؛ ولكن بعضهم نادر. فالمؤلف يؤمن (بأن العواطف الحبيسة تقود أصحابها إلى الشذوذ الجنسي. .) ونراه ينطق هذا القانون في لهجة ساذجة أثناء أقصوصة من أقاصيصه وه (أحلام ضائعة) فإنظر إليه كيف سخر قصته لأقرار هذا القانون أو هذه البديهية: زاهدة فتاة تعيش في بيئة عراقية محافظة (وفي نطاق من تدابير إسرتها المحافظة، فلا تفسح لها المجال للاتصال بالعالم الخارجي، ولا تسمح لها بمبارحة البيت إلا لماماً. (هذه الفتاة في هذا في السجن العاطفي تخدع جماعة من الشبان، وأحداً بعد آخر، وتوهمهم بأنها تحبهم!!. . وإذا سألت: من أين جاءت هذه الفتاة بهذه الجرأة؟. . أجابك المؤلف: من العاطفة الحبيسة. . هذا شيء معقول. . ولكن التصريح بهذا أضعف الأقصوصة.

و (صراع) و (بداية النهاية) على هذه الشاكلة يحاول المؤلف البرهنة على قانونه. والملاحظ أن بعض الثغرات تبرز في القصة حين يحاول المؤلف الخروج عن الجو القصصي. . ففي (صراع) يعرض علينا المؤلف (فاطمة امرأة متعطشة، قوية الغريزة الجنسية، تتعرف بصبي تحاول معه أن تشبع غريزتها الجنسية ولكن والدة الصبي تكشف ذلك فتأتي ثائرة ساخطة، مزمجرة معربدة. . وفي هذا الجو المكهرب الساخط تسرد فاطمة قصتها محاولة تبرير ذنبها ومسلكها الشائن، فتبرد عند ذلك الأقصوصة والحق أن منطق

<<  <  ج:
ص:  >  >>