تحتمه.
للرصافي قصائد كثيرة في الثورة على الاستبداد العثماني وفي ثورته عنف وشدة. وقصيدته (إيقاظ الرقود) أبلغ دليل على هذه الثورة العنيفة فقد جاء فيها:
إلى كم أنت تهتف بالنشيد ... وقد أعياك إيقاظ الرقود
فلست وإن شددت عرا القصيد ... بمجد في نشيدك أو مفيد
لأن القوم في غي بعيد
إذا أيقظتهم زادوا رقادا ... وإن أنهضتهم قعدوا وئادا
فسبحان الذي خلق العبادا ... كان القوم قد خلقوا جمادا
وهل يخلوا الجماد من الجمود؟
هؤلاء هم قوم الرصافي وأبناء وطنه كما يراهم فهم لا يتنهون من غفلة ولا ينهضون بعد قعود ولا يثورون على حكومة جائرة عانية فهم كالجماد الذي لا يحس. ثم ينتقل إلى وصف هذه الحكومة وينذرها بعاقبة الظلم والجبروت:
حكومة شعبنا جارت وصارت ... علينا تستبد بما أشارت
فلا أحد دعته ولا استشارت ... وكل حكومة ظلمت وجارت
فبشرها بتمزيق الحدود
ويشير إلى أن هذا الجور والسكوت عليه لم يكن سببه إلا الجهل حتى أدى هذا الجهل إلى تحكم عبد الحميد:
سكنا من جهالتنا بقاعا ... يجور بها المؤمر ما استطاعا
فكدنا أن نموت بها ارتياعا ... وهبنا أمة هلكت ضياعا
تولى أمرها عبد الحميد
وهنا تشتد الثورة في نفس الشاعر وتطغي العاطفة الحانقة فيخاطب عبد الحميد بلهجة عنيفة:
أقول وليس بعض القول جدا ... لسلطان تجبر واستبدا
تعدى في الأمور وما استعدا: ... ألا يا أيها الملك المفدى
ومن لولاه لم يك في الوجود