للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

غنى عن ذلك جميعاً. . إنني في حاجة إلى ما يقيم الأولاد ويغني من الجوع. . الأجدر بكم أيها الحكام أن تتركوا الأميين أحرارا ليكدحوا في هذه السويعات، ويبتغوا من فضل الله لعلهم يرزقون.

٣ - لهذا عمد هؤلاء الأفراد إلى التهرب بشتى الوسائل والحيل من الانتظام في مدارس مكافحة الأمية، بل لقد تحملوا بعض الغرامات ولكنهم لم يعدلوا عن رأيهم في هذا النوع من التعليم، وتمادوا في العصيان حتى اضطر القائمون بالأمر إلى تغطية الموقف بوسائل ليس هنا مجال سردها، ولكن أقل ما يقال عنها أنها بعيدة كل البعد عما قصد إليه القانون. وإن كانت هذه الوسائل قد أكسبت النظام مسحة ظاهرة من النجاح، فإن حقيقة الأمر أن المظهر يخالف المخبر على خط مستقيم. ولو أعطى هؤلاء السادة حرية في القول وسئلوا عما في دخيلة أنفسهم لأجابوا بغير تردد أن هذا النظام فاشل ولم يؤد رسالته.

٤ - إن المفروض، على رغم ما في نظام المكافحة الحالي من عيوب، أن يتناقص عدد الأمين عاما بعد عام ولو بنسبة ضئيلة؛ ولكن الحقيقة المؤلمة، أن عدد الأميين، على عكس ذلك، يزداد زيادة مطردة بما يضاف إلى قائمتهم في كل عام من أشخاص تعدت سنهم حد الإلزام، ولما يستطيعوا، لسبب أو لأكثر، تعلم القراءة والكتابة!. . هؤلاء هم معاول الهدم في مكافحة الأمية، ولن يستطيع أي نظام بالغاً ما بلغ من دقة وأحكام، أن يصل إلى الغاية المرجوة، ما دام هذا النبع يغذي بغيضة الذي لا ينفد جحافل الأميين!

٥ - إن الآراء الحديثة قد توسعت في تعريف الأمية توسعاً كبيراً حتى صارت هذه الكلمة تطلق على الجهل بأي نوع من أنواع العلوم والفنون أو الصناعات. فإلى جانب الأمية الأبجدية أو الهجائية، توجد هناك أميات اجتماعية وسياسية وصحية وفنية ومهنية وهكذا. . ويعتبر على هذا القياس أمياً كل من كانت به جهالة للعلم في أي ناحية من نواحيه المعروفة. وكلما كثر هؤلاء الأشخاص في أمة من الأمم، قيل إن الأمية من نوع كذا تتفشى بين أفرادها ووجب على أولى الأمر مكافحتها.

٦ - على ضوء هذا المعنى يجب أن تعالج المكافحة. واغلب الظن أن هذا هو الاتجاه الذي تتجه إليه هيئة اليونسكو في الوقت الحاضر. فلقد قامت هذه الهيئة بجهود جبارة لمكافحة الأميات مجتمعة في وادي (ماريبال) بجزيرة (هاييتي) إحدى جزر الهند الغربية أتت

<<  <  ج:
ص:  >  >>