الجسم والعقل، وعنها وعن الأمر السابقة ينشأ الاختلاف في الأمزجة. فالمزاج في رأي المحدثين يتأثر بالمواد الكيميائية وإفرازات الغدد المختلفة التي يحملها الدم إلى المخ والعضلات، لا بوفرة الدم أو الصفراء أو البلغم أو السوداء كما يقول القدامى من العلماء. ومن هذه الغدد:
(١) الغدتان الخاصتان بالكليتين، ولمهما صلة بالانفعالات والعواطف؛ فإذا كان إفرازهما قوياً كان الشخص سهل التأثر، سريع الغضب، وإذا كان إفرازهما ضعيفاً كان حليماً بطئ التأثر قليل الغضب.
(٢) والغدد النكفية. وهي غدد صغيرة أسفل العنق، ولها صلة بالذكاء؛ فإذا كانت قوية الإفراز كان الشخص ذكياً، وبالعكس. ويرى (مكُدوجُل) وهو حجة في علم النفس أن الضعف العقلي قد ينشأ عن قلة إفراز الغدد النكفية أو عن عدم وجودها.
(٣) وغدة تفاحة آدم ولها صلة بنشاط الشخص ومثابرته على العمل، وبالتجربة رأى بعض الأطباء وعلماء وظائف الأعضاء أن للغد تأثيراً قوياً في الإنسان، وقالوا - ونرجو أن تثبت التجارب قولهم - إن العمليات الجراحية يمكن أن تنظم إفراز غدتي الكليتين، وتغيير سلوك الشخص وطباعه. وإذا ثبت أن للغد تأثيراً كبيراً في ذكاء الشخص ومزاجه فينبغي التفكير في معالجة الضعف العقلي، وحدة الطبع من الوجهتين الطبية والنفسية معاً.
ومجمل القول أن الشخصية القوية يجب أن تتحقق فيها العناصر الآتية:
(١) الجاذبية، (٢) النشاط العقلي أو الذكاء، (٣) المشاركة الوجدانية، (٤) الشجاعة، (٥) الحكمة، (٦) التفاؤل، (٧) التواضع وعدم التصنع، (٨) حسن مظهر الإنسان وقوامه، (٩) قوة البيان، (١٠) الثقة بالنفس والاعتماد عليها، (١١) اعتدال المزاج.
وهناك صفات أخرى كثيرة لابد منها في الشخصية. سنتكلم عنها فيما بعد عند التكلم على أنواع الشخصية والصفات الكمالية لها. ولكن العناصر المذكورة هي الأساسية في تقوية الشخصية الضرورية للنجاح في الحياة.